للأسرة وخطيب المسجد دور في علاج مشكلة الإسراف والتبذير ">
الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
يرى الدكتور عبدالله بن إبراهيم الطريقي الأستاذ بكلية الشريعة بالرياض في رؤيته لعلاج مشكلة الإسراف والتبذير في المجتمع، أهمية دور الأسرة، حيث إنّ على الأب أن يلحظ سلوك التبذير في أسرته، وعليه دور التوجيه، وألا يمكّن أفراد أسرته من التبذير بل يعطي بقدر الحاجة، كما على الخطيب في المسجد أن ينبّه دائماً على مظاهر التبذير والمغالاة في الأفراح وحالات الزواج. ويشير دكتور الطريقي إلى القدوة الحسنة، وأهمية هذا العنصر الذي يؤدّي دوراً كبيراً في حياتنا جميعاً فلنا في الأنبياء -عليهم السلام- محل اقتداء دون منازع نظراً لكمالهم: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} الأنعام 90. كما أن المسلم يجب أن يكون قدوة لغيره، وأسوة طيبة لمن حوله، فها هو عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان يحاسب نفسه وهو الخليفة على الإنفاق من بيت المال، ولهذا كان قدوة حسنة لرعيّته، فكان إذا حاسبهم على شيء من المال لم تضق نفوسهم بالمحاسبة لما يعلمون من صدقه وورعه.
وحذر دكتور الطريقي من الإسراف بكل أنماطه حتى الإسراف في الماء وقصة سعد -رضي الله عنه- وهو يتوضأ، والرسول -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن الإسراف في الماء، ولو كان على نهر يجري، وكذلك سلمان الفارسي -رضي الله عنه- كان يحضر وليمة فيأكل حاجته ويأمر المضيف بالزيادة من الأكل فيقول: حسبي أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
«إن أكثر الناس شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة».