القيء في الصوم
* أنا نويت أن أصوم، وفي الصباح استفرغت ثم أكملت الصوم، فهل في صومي شيء؟
- الاستفراغ الذي هو القيء إذا خرج باستدعائه بقصد من الصائم بأن استقاء أي: طلب القيء، فإنه يفطر، ومن ذرعه القيء بمعنى أنه غلبه القيء بغير اختياره فإنه لا يفطر.
وقول السائل: (استفرغت) ظاهر العبارة أنه طلب الاستفراغ؛ لأن السين والتاء للطلب، وفي الحديث: «من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدًا فليقض» [الترمذي: 720]، وعلى هذا إذا كان يعرف معنى استفرغت وأن السين والتاء للطلب وأن معناها طلب القيء فإن صومه غير صحيح، وإن كان على طريقة العامة لا يعرفون معنى استفرغت وقد ذرعه القيء من اختيار منه فإنه لا يؤثر على صيامه، والله أعلم.
***
وصف الصحابة بالجبن
* اشتهر في بعض الكتب وصف حسان بن ثابت -رضي الله عنه- بأنّه جبان، فما حكم من وصف ذلك الصحابي أو غيره من الصحابة بالجبن؟
- هذا وجد في بعض كتب السير والتراجم، لكنه طعن في هذا الصحابي الجليل، وهو مخالف للواقع، فقد تصدى لهجو المشركين، والذي يهجو لا شك أنه أحيانًا يكون ببلاغته وقوة عبارته أشد ممن يقاتل بالسلاح، فلو كان جبانًا ما تصدى لهجوهم، فهذا القول لا شك أنه لا يثبت. ووصفه -رضي الله عنه- أو غيره من الصحابة بوصف غير لائق لا شك أنه تعدٍّ على الصحابة الذين مدحهم الله -جل وعلا- في كتابه، ونصروا دينه، وصحبوا رسوله -عليه الصلاة والسلام-، وهذا لا شك أنه ينبئ عن شيء في دخيلة النفس، ومع ذلك هم ليسوا بالمعصومين، لكن على الإنسان أن يعظمهم؛ لتعظيم الله إياهم، ولنصرهم وحملهم لهذا الدين، فلولاهم ما وصلنا هذا الدين، والذي يطعن فيهم لا شك أنه يطعن فيما يحملونه من دين، ولذلك تجد المغرضين من المبتدعة وغيرهم من المستشرقين وأمثالهم لا يطعنون في الصحابة المقلين كأبيض بن حمال، أو آبي اللحم -رضي الله عنهما-؛ لأنهم بهذا يحتاجون إلى أن يطعنوا في ألوف مؤلفة من الصحابة، بينما يطعنون في أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ لأنه يحمل خمسة آلاف وزيادة من أحاديث السنة، فهو يُريحهم من جُل السنة بهذه الطريقة، والله المستعان.
يجيب عنها - معالي الشيخ الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء