24 وفاة و 123 إصابة نتيجة حريق مستشفى جازان العام ">
جازان - أحمد حكمي - نايف عريشي:
لم تصح جازان على ألم أكثر وجعا من ألم الحريق الذي نشب فجر أمس في الدور الأول من مستشفى جازان العام والذي ذهب ضحيته 24 حالة وفاة وأكثر من 123 حالة إصابة بالإضافة إلى عدد من المفقودين الذين لا يعلم أحد مصيرهم.
حالة من الارتباك سادت المستشفى وساحاته وكذلك الطرق المؤدية بين الاحياء الضيقة تعالت أصوت الناس المرضى والمرافقين من النوافذ لم يعلموا بأنهم كانوا على موعد مع الموت رغم بحثهم المضني عن حياة داخل مستشفى أغلقت أبواب طوارئه بقرار من مسؤول، ربما كان يرى بأن الكوارث لا تأتي إلا في الأماكن البعيدة من العالم.
الحريق بدأ في الدور الأول في إحدى غرف قسم الحضانة بعدها انتقل على الأدوار العليامما تسبب في اختناق العديد من الحالات بسبب الادخنة .
مرضى مستلقين بين الأسرة:
شهود عيان من المتطوعين الذين ساهموا مع رجال الدفاع المدني في انقاذ بعض الحالات وشاهدو بعض الحالات الاخرى التي كانت تصارع الموت يقول محمد خرمي: عندما وصلت إلى المستشفى لم أكن أتوقع أن أرى هذا المشهد المهيب السنة اللهب تشتعل في المبنى وصيحات المحاصرين تتعالى من جميع الأدوار، هرع البعض منا في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه دخلنا إلى داخل المستشفى كان الظلام والدخان المبنعث يسيطران على المكان حاولنا بقدر المستطاع استبصار الموقع على إنارة أجهزت الجوال للوصول إلى نداءات عندما وصلت إلى بعض الغرف وجدت بعض المرضى مستلقين على الأرض وبين الأسرة يصارعون الموت حملنا من نستطيع حمله محاولين إخراجهم رغم الدخان الكثيف والظلام الدامس لدرجة أننا كنا نصطدم ببعضنا ونحن نحاول الخروج.
أنقذوا أمي واتركوني :
إحدى القصص المبكية التي كان يرويها الخرمي عندما وجد سيدة جاثمة على ركبتيها تصيح بأعلى صوتها وهي على وشك فقدان وعيها انقذوا أمي فأنا أسمعها تختنق وعندما دخل أحدهم لإنقاذ أمها وجدها بكل أسف قد فارقت الحياة .
أبواب مخارج الطوارئ مغلقة:
أحد المنقذين الذين دخلو في اللحظات الأولى يروي للجزيرة قصة من نوع مختلف يقول عبده هادي: عندما دخلنا لمساعدة رجال الدفاع المدني محاولين الانقاذ تفاجأ الجميع بوجود أبواب مخارج الطورارئ مغلقة الأمر الذي استنزف الكثير من الوقت لكسرها مستغربين عدم تركها مفتوحة كونها للطوارئ ووجدت كأحد الحلول في مثل هذه الكوراث.
عدم توافر وسائل السلامة:
وكشف تقرير سابق للدفاع المدني بمنطقة جازان تأكدت الجزيرة من صحته أصدر قبل افتتاح المستشفى 1433هـ وجود عدد من الملاحظات التي تم اكتشافها ولم تعالج وتخلل باشتراطات السلامة وأكد التقرير على ضرورة عدم فتح المستشفى حفاظا على سلامة المرضى والمراجعين والعاملين، وأن استمرارها سيسبب كارثة.
فساد أكبر مما يتخيله البعض:
من جانبه، اتهم مسؤول بصحة جازان يعمل مديرا لاحد مراكز نواقل المرض في إحدى المحافظات عبر صفتحة بالفيسبوك بوجود أيادٍ خفية تعمل على تجديد عقود الصيانة رغم الإهمال وعدم الالتزام، ورغم الرفع بذلك من المسؤولين ليتفاجأ الجميع بورود تجديد عقودها من جهة عليا.
مطالبات بمحاسبة المسؤول :
على ذات الصعيد طالب عدد من المواطنين بمحاسبة المسؤول عن الكارثة وعدم الارتكان للتحقيقات والتقارير، بل يجب محاكمته مثلما تمت محاكمة عدد من المتسببن في كارثة جدة وغيرها من المناطق الأخرى.
ورفع تقرير مفصل بالأسباب والنتائج
أوضح المتحدث الرسمي للإمارة الوكيل المساعد للتطوير والتقنية الأستاذ علي بن موسى زعله بأن سمو أمير المنطقة على تواصل مع المسؤولين بالمديرية العامة للشئون الصحية وادارة الدفاع المدني والجهات ذات العلاقة للوقوف على الجهود المبذولة لاحتواء الموقف وإجلاء المرضى المنومين وتقديم الخدمات الإسعافية والعلاجية للمصابين والاطلاع على تفاصيل وملابسات هذه الواقعة المأساوية مضيفاً بأن سموه قد أصدر تعليماته بضرورة التحقيق العاجل في الموضوع من كافة جوانبه ورفع تقرير مفصل بالأسباب والنتائج والتوصيات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث المفجعة.
وأعربت الإمارة على لسان متحدثها الرسمي عن خالص تعازي ومواساة سمو أمير المنطقة ووكلاء الامارة وجميع منسوبيها ومشاركتهم الوجدانية لأسر الضحايا في مصابهم الجلل داعين الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان وتمنياتهم بالشفاء العاجل للمصابين .
من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان الرائد يحيى القحطاني ان غرفة القيادة والسيطرة تلقت بلاغا في تمام الساعة الثانية وعشر دقائق عن وقوع حادث حريق بمستشفى جازان العام بالدور الاول بقسم العناية المركزة والنساء الولادة والحضانة وتم انتقال اربع فرق من مدينة جيزان وتم دعمها ب 17 فرقة اطفاء وانقاذ واسعاف وسلالم من كافة ادارات ومراكز المنطقة بالاضافة الى جميع الجهات الاسعافية والامنية والخدمية التي شاركت في الحادث حيث قامت الفرق بعملية اخلاء للموقع والسيطرة على الحادث.
مشيرا إلى أن عدد الوفيات جراء الحادث بلغ 25 وفاة و107 اصابة ونقلت الحالات للمستشفيات الخاصة والعامة في المنطقة وما زالت التحقيقات جارية لمعرفة الأسباب.
قضايا ساخنة شهدها المستشفى:
وكان مستشفى جازان العام قد شهد منذ افتتاحه حالة من الشد والجذب بدأت بتأخر افتتاح المشروع، وافتتاحه كان صادما للمواطنين حيث توقعوا بحسب تصريحات المسؤولين أن يكون برجا طبيا فوجدوه على عكس التوقعات .
كما شهد المستشفى قضية من أهم القضايا على الساحة، وهي القضية الشهيرة لنقل الدم الملوث بالإيدز للطفلة ريهام حكمي، والتي كانت ضحية إهمال الطاقم الطبي بمستشفى جازان العام؛ ما تسبب في نقل دم ملوث بمرض نقص المناعة المكتسب «الإيدز».
بعدها قضية التحرش الجنسي من قبل طبيب أجنبي بممرضة وكذلك اعتداء بالضرب على طبيب وغيرها من القضايا.