مكة المكرمة تعيد صياغة صناعة المالية الإسلامية بمؤتمر عالمي ">
مكة المكرمة - سامي علي:
تلقت اللجنة العلمية للمؤتمر العالمي الأول للمصرفية والمالية الإسلامية الذي ستقيمه كلية العلوم الاقتصادية والمالية الإسلامية في جامعة أم القرى خلال الفترة من 26 – 28 جمادى الأول القادم حتى الآن أكثر من 1000 ورقة علمية من علماء وخبراء وباحثين وممارسين يمثلون 58 دولة من مختلف دول العالم تتعلق جميعها بمحاور المؤتمر المتعلقة بالمصرفية والمالية الإسلامية واستعراضها للتطورات الجديدة ونتائج البحوث النظرية والتطبيقية في الصناعة. وأوضح رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور صالح العقلا أن الأصداء والاهتمام العالمي الذي حظي به المؤتمر حتى الآن يعد دليلاً ملموساً للتفاعل العالمي الدائم مع المحافل العلمية التي تستضيفها المملكة عامة وجامعة أم القرى خاصة لافتاً أن العلماء والباحثين تلمسوا الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه المؤتمر في إعادة صياغة صناعة المصرفية والتمويل الإسلامي ومساهمته في تطوير وتسريع عجلتها من خلال خلق منصة للجميع للمشاركة ومناقشة القضايا المهمة في هذا المجال والخروج بتوصيات من شأنها حل العوائق التي تواجه المالية والمصرفية الإسلامية مؤكداً أن الاهتمام العالمي بالاقتصاد الإسلامي عامة والتمويل الإسلامي خاصة قد تضاعف خلال السنوات القليلة الماضية فيما لا يزال قاصراً في جوانبه التنظيمية والعلمية، إذ لا يوجد حتى الآن بحث علمي في مجالات الاقتصاد الإسلامي عموماً قد تم نشرة في المجلات العالمية الكبرى المعتبرة ذات العلاقة Mainstream Economics Journals. وبين أن المشاركات التي تلقاها المؤتمر لم تقتصر على الأكاديميين فقط بل شملت مجموعة كبيرة من الباحثين والخبراء ومنظمات وجهات عالمية كالبنك الدولي ومؤسسة النقد الدولي والبنك الإسلامي للتنمية إلى جانب مختصين من 10 بنوك مركزية ومهنيين من القطاعات المصرفية والمالية الإقليمية والعالمية بالإضافة إلى العديد من المشاركين من مديرين تنفيذيين ورؤساء أسواق مالية ورؤساء مراكز أبحاث وقطاعات مصرفية ومحللين ماليين حيث اشتملت قائمة الأكاديميين المشاركين منهم على أكثر من 150 باحثاً على درجة أستاذ (بروفيسور) إلى جانب 140 طالباً بمرحلة الدكتوراه، موضحاً أنه تم تحكيم 600 ورقة علمية حتى الآن من لجنة محايدة تضم أكثر من 200 محكم من داخل المملكة وخارجها فيما لا تزال 430 ورقة علمية تخضع للتحكيم حيث ركزت جميعها على المحاور الخمسة الرئيسة للمؤتمر، وشملت التليل الاقتصادي للمصرفية والمالية الإسلامية، تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الأسواق المالية، السياسات النقدية، إدارة المصارف الإسلامية، الدراسات والبحوث والتدريس في التمويل الإسلامية. من جهة أخرى رأى خبراء ومهتمون في مجال الاقتصاد الإسلامي أن حجم التفاعل العالمي مع المؤتمر يعد كبيراً جداً وقد يصنف الأكبر تاريخياً، سواءً محلياً على مستوى المحافل العلمية عموماً أو عالمياً على مستوى التجمعات العلمية في جميع مجالات الاقتصاد الإسلامي معتبرين أن التجمع العلمي الأكبر عالمياً في هذا المجال يعد المؤتمر العالمي للاقتصاد والتمويل الإسلامي، والذي نُظمت النسخة العاشرة منه في مارس 2015م بقطر، حيث استقبلت لجان المؤتمر حينها 734 ورقة علمية من 50 دولة، بينما لاقت النسخة الأولى من مؤتمر جامعة أم القرى تفاعلاً ضخماً رغم أنه مؤتمر متخصص في المصرفية والتمويل فقط ولم يغط جميع مجالات الاقتصاد الإسلامي، الأمر الذي ينبئ بتجمع علمي عالمي سنوي جديد من شأنه تطوير وإعادة تنظيم صناعة المالية الإسلامية من جديد.