(1) خمس دقائق
اعتاد أبو شريفة النوم مبكراً منذ ثلاثين سنة, يخرج في الصباح الباكر -كعادته- متوجهاً إلى عمله، مضى نصف النهار في العمل.. دعاه الرئيس لمكتبه. ما هي إلا دقائق ويخرج من مكتب الرئيس مطأطأ الرأس متجهاً لسيارته.
(2) المعاق
الإعاقة الجسدية حرمت فرج من الانخراط في سلك العمل كبقية الناس، مما جعله يمتهن الشحاذة أمام المحلات التجارية من أجل توفير لقمة العيش، إلا أن حظه التعيس ما زال يطارده، حين صدر بحق فرج مذكرة توقيف من إدارة الشرطة.
(3) خيرات البحر
تعوّد أن يخرج بعد أذان الفجر بقاربه الصغير ليلتقط رزقه من خيرات البحر, ذات مرة.. دخل البحر قبل الأذان واصطاد سمكة كبيرة عجز عن تحميلها على سطح قاربه، انتظر حتى بزغ نور الفجر، مرَّ عليه أحد البحارة، طلب منه المساعدة لكنه صدمه حين قال له: هذه السمكة لا تؤكل.
(4) المحطة الأخيرة
التَفتُ يميناً وشمالاً ولم أرَها, أتحسس من خلفي مستديراً بسرعة فلم أجد أحدا، شغلني التفكير بها, بدأ الشك يساورني.. وقبل وصولي المحطة الأخيرة بثوانٍ معدودة وإذا بي أراها أمامي.
(5) أفراح السمك
طال انتظاري لها على كورنيش الدمام في ليلة من ليالي الشتاء الباردة، غادر مرتادو الشاطئ ولم تأتِ بعد, انسجمتُ مع صوت البحر الذي يكسر هدوءه تقافز السمك هنا وهناك؛ ودورية الأمن التي توقفت بمحاذاتي، وقال لي أحدهم: لم يبقَ أحد، لقد غادر الناس الشاطئ.
- جاسم علي الجاسم