(قداسةٌ أخرى) ">
مملوءةٌ عيناكِ هذا الليلَ بي
مملوءةٌ سكناً وإلفاً سرمدي
مملوءةٌ سحراً قديماً فاتناً
ما زال رغم هدوئه لم ينفدِ
مملوءةٌ بالخوف من غرق الدجى
في الوقتِ قبل عناقنا أن يبتدي
عيناكِ ـ غاليتي ـ صباح المدلِجين
التائهين، السائرين إلى الغدِ
عيناكِ بوصلتي إلى نبأي، إلى
روحي، إليكِ، إلى طريق تفرُّدي
عيناكِ باديتي وحاضرتي وأغنيتي
وأشعاري وحرفي الأبجدي
ماذا عليَّ من المزايا الأُخرياتِ
وفيكِ، في عينيكِ يبدو سؤدُدي
لا تقلقي؛ فالوقتُ ثرثرةُ الحكايا
الماكثاتِ هناك خلف المشهدِ
والناس أسئلةُ الهوى لا تنتهي
لإجابةٍ إلا إذا لم تُوْجَدِ
يا همسَ ذاكرتي المُوشَّى بالحنان
وبالأمانِ وبالهوى المتجدِّدِ
أنا مرفقُ الأحلامِ يُفضي بي إليكِ
على الدوام بدون أيِّ تردُّدِ
يشتاقني الإنسانُ منذ خطيئتين
هَمَتْ بدمعكِ في نهارٍ أسودِ
متوتراً سافرتُ، تسبقني المسافاتُ
البعيدةُ للخلاصِ الأوحدِ
لكنني ألفيتُني أُنْسِيْتُ آثاري
وأسفاري وأُسْقِطَ في يدي
تشتاقني الأقدارُ تلك أردها
يشتاقني جُرحي الذي لم يُضْمَدِ
ولسوف تفتتح التفاصيل الصغيرة
في حضوري باب بشرٍ مُوصَدِ
- مبارك الهاجري