الفكرة حينما تجد مكانها وموقعها في أي عمل فني فذلك دليل على قدرات من ولدت لديه تلك الفكرة واستطاع تطويع خاماته للتعبير عنها، وهذا ما يشاهد في إبداعات الفنان السعودي عصام جميل الذي تتباهي في ما يشكله من خلال الكتل الحجرية ويعيد صياغتها ليصبح لها معنى وموقعا في نفوس من يتلقاها ببصره ويتفحصها ويتقبلها ببصيرته ، فالفنان عصام يوسف جميل أحد رموز النحت في المملكة من جيل مفعم بالثقافة وممتلئ بالاحساس وممتلك لعين تعرف مكامن الجمال في ما تراه قبل ان يراه الاخرين وانامل تحيل الحجر الصامت الى معنى وشكلا يغير الواقع الى الاجمل وتبعث الاحساس بالجمال في الكتلة الصامتة.
يتعامل مع ابداعه بروح الفنان وثقافة علم النفس التي ساعدته في كيفية احالة العمل من جانب جمالي الى حالات من الايحاءات الانسانية، شاهد له الجميع ممن يتابعون الساحة التشكيلية الكثير من الحضور والتفاعل، وقدم رسائل حقق بها الهدف الابداعي الذي يسعى له مع ما تضمنته منحوتاته من بعد فلسفي تمازجت فيه الجوانب البيئية والإنسانية بمعايشة الاحداث وموقف الفنان منها .
مؤمنا كما قال في احد لقاءاته ان للخامة دورا هاما بمساهمتها بشكل جذري في إظهار العمل بشكل لائق وخاصة أن المملكة العربية السعودية واتساع مساحتها ساهمت في تنوع التضاريس التي أثرت على أنواع وألوان الصخور, حيث يوجد بها الجرانيت والرخام والأحجار الكريمة والصخور بأنواعها الرسوبية والنارية والمتحولة, مضيفا أن دور النحات يساهم في إظهار هذه النعمة بشكل لائق كمساهمة في مسيرة التنمية الاقتصادية, وخاصة بأننا أضحينا نرى الأسواق قد غصت بالمستورد منها, وهنا يطرح تساؤل عن دور وزارة الصناعة والتجارة والهيئة العامة للسياحة والآثار وأمانات المناطق وغيرهم من القطاعات ذات الصلة للتعريف بهذه الكنوز بطريقة حضارية.