سالم بن عبدالله الخمعلي ">
سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك رئس تحرير جريدة الجزيرة وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لقد سرني غاية السرور تشكيل وإعلان تحالف إسلامي عسكري يضم 34 دولة لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية والرياض مقراً له، وقد نشرت جريدة الجزيرة هذا التشكيل والبيان على صفحتي الجريدة رقم 22- 23في تاريخ 5 - 3 - 1437هـ
ولا شك أن هذا التحالف الإسلامي يعتبر ويعد أعظم إنجاز حققته المملكة العربية السعودية في العصر الحديث، وكانت جامعة الدول العربية تريد تحقيق هذا التحالف في بداية نشأتها منذُ سبعين عاماً في مشروعها الدفاع العربي المشترك ولكنّه لم يرَ النور حتى هذا الوقت، على الرغم من دعوة المملكة العربية السعودية للتعاون العسكري ضد الإرهاب وضد المتمردين فقد دعا الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله، إلى التعاون العربي والإسلامي من خلال اجتماعه بالعرب والمسلمين في مناسبة الحج وغيرها، وقد دعا الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، إلى التضامن العربي والإسلامي لتوحيد الصفوف ضد اعداء الإسلام؛ ولكن كل ما سبق لم يتحقق إلا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود سدد الله خطاه على طريق الخير.
وإنني أعتقد جازماً أن هذا التحالف سيغضب كل اعداء الإسلام داخل الأمة العربية والإسلامية أو خارجها من غير المسلمين وسيظهر هذا التحالف حقائق الدول المُحبة للسلام والمؤيدة للفوضى والإرهاب؛ لأن أهداف التحالف معلنة أمام العالم كله المسلمين وغيرهم فهو ضد الطغاة والمفسدين في الأرض، والضرب على أيديهم بكل قوة لا يستطيعون ردها، ومن المعروف أن المفسدين في الارض من الدواعش وغيرهم لا يريدون من يردعهم عن إفسادهم، وهذا التحالف الإسلامي العسكري موجه للظلمة والمفسدين واجتثاثهم من جذورهم في كل انحاء العالم العربي والاسلامي، وفي ظني أن هذ التحالف ضربة مُميتة للدول التي تدعم الإرهابين في الخفاء؛ ولأن كل من يريد قلب الأنظمة أو نشر الفوضى يعتمد أساساً على الأيدي الخفية التي تمده بما يريد، غير أن قوة الحق من خلال التحالف الإسلامي العسكري تقف للمفسدين في الأرض بالمرصاد وتساعد الدول على بسط سلطة الدولة وإستقرارها ولا يتدخل هذا التحالف في شؤون الدول الداخلية ولا يمس سيادتها على أرضها؛ لأن هذا التحالف لا يعمل مع أي دولة من الدول إلا بالتنسيق التام مع الشرعية في تلك الدولة، وهذا معلن في بيان التحالف الإسلامي العسكري، فهنيئاً للمملكة العربية السعودية برجالها المخلصين الذين يعملون ليلاً ونهاراً لخدمة الأمن والاستقرار في المملكة العربية السعودية وفي جميع الدول العربية و الإسلامية، وكما قال الشاعر المتنبي:
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ
وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
- المدينة المنورة