د. احمد سالم با دويلان ">
عندما كان اسم الوزارة المعنية بالتعليم وزارة المعارف كنا نتساءل أين التربية من التعليم، وعندما أطلق عليها وزارة التربية والتعليم مع تقديم التربية على التعليم استبشرنا خيرا ولكن يبدو ان ضعف الجانب الأهم ألا وهو التربية في العملية التعليمية أدَّى إلى حذف مسمى التربية واطلق عليها وزارة التربية فقط، مع ان التربية قد تكون أهم من التعليم لأنّها تصنع ملامح جيل بأكمله. وفي زماننا أدرك آباؤنا أهمية التربية في المدرسة فكانوا يقولون للمعلمين لكم اللحم ولنا العظم، حينما كان الضرب أهم عناصر العملية التربوية والذي ألغته النظريات التربوية الحديثة، حتى خرج علينا جيل لا مبالٍ. ويرى الآباء والأجداد ضرورة عودة التربية بالعصا لتخريج أجيال أكثر جدية واهتماماً ولكن لا بأس من الإبقاء على مسمى الوزارة التعليم بدون التربية، مع أهمية المزاوجة بين التربية والتعليم كما فعلت الدول التي بدأت تزاحم الدول المتقدمة مثل اليابان وكوريا وماليزيا،
ففي اليابان مثلا طبقوا العديد من القواعد التربوية التي أثمرت عن تخريج أجيال تقود الآن التقدم الكبير الذي تعيشه بلادها، وسوف اسرد بعضها فيما يلي:
o في اليابان تدرس مادة من أولى ابتدائي إلى سادسة ابتدائي اسمها «طريق إلى الأخلاق» يتعلم فيها التّلاميذ الأخلاق والتعامل مع الناس.
o لا يوجد رسوب من أولى ابتدائي إلى ثالث متوسط، لأن الهدف هو التربية وغرس المفاهيم وبناء الشخصية، وليس فقط التعليم والتلقين!!
o اليابانيون، على الرغم من أنهم من أغنى شعوب العالم، ليس لديهم خدم، فالأب والأم والأولاد هم المسؤولون عن البيت ونظافته.
o الأطفال اليابانيون ينظفون مدارسهم كل يوم لمدة ربع ساعة مع المدرسين، مما أدَّى إلى ظهور جيل ياباني جاد ومتواضع وحريص على النظافة!!
o الأطفال في المدارس يأخذون فرش أسنانهم المعقمة، وينظفون أسنانهم في المدرسة بعد الأكل، فيتعلّمون الحفاظ على صحتهم منذ سن مبكرة!!
o مديرو المدارس يأكلون أكل التّلاميذ قبلهم بنصف ساعة للتأكد من سلامته، لأنّهم يعدّون التلاميذ مستقبل اليابان الذي تجب حمايته!!
ماذا لو طبقنا بعض القيم التي طبقها الشعب الياباني في التربية والتي سبق ان دعانا إليها ديننا الحنيف الذي يدعو للفضيلة ومكارم الأخلاق، اعتقد أننا سوف نجني ثمارا عظيمة وستقدم مدارسنا أجيالا تزهو وتزدان بقيم نفخر بها وتجعلهم يقودون نهضتنا لنزاحم الأمم التي سبقتنا إلى القمم، فلا تعليم بلا تربية وهذه حقيقة يجب ان ندركها ولا نحيد عنها.