نورة مروعي عسيري ">
منذ تأسيس هذه الدولة العظيمة المملكة العربية السعودية وضوؤها لم يخب ودورها القيادي لم يتراجع فالمواقف السياسية لقيادتنا رغم تعاقب الملوك عليها ظلت ثابتة تجاه القضايا الإسلامية العربية والعالمية ولا مجال للمساومة عليها.
والمتتبع لتاريخ المملكة العربية السعودية العظيم لا يشك في توجهاتها التي لا تهدف إطلاقاً لتحقيق أطماع أجندات سياسية خاصة بها بقدر ما تحمل مسؤوليتها كدولة ذات مكانة دينية مؤثِّرة ضمن منطقة عربية الأطماع حولها والأعداء يتربصون بها كما لا تحاول تجميل نفسها أمام العالم لأن ما تسلكه وما تتخذه من قرارات مؤثِّرة يدل على حجمها القيادي بين دول العالم وقد شهد تاريخ مملكتنا الحبيبة الكثير من المواقف الدولية الحاسمة لقضايا إسلامية وعربية وعالمية كان لقادتنا اليد الطولى في حسمها وتغيير مسارها وها هي دولتنا الآن في أحلك الظروف السياسية التي تمر بها المنطقة العربية تثبت للعالم رغم خوضها معارك ميدانية وسياسية في عدة جبهات إنها ما زالت الرقم الأصعب على مستوى العالم من خلال التحالف العربي الإسلامي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لمكافحة الإرهاب بانضمام 34 دولة التفت حولها إيماناً منهم بالإمكانيات السياسية والاقتصادية والإستراتيجية والعسكرية وقبلها الدينية التي تميّزت بها المملكة لتكون الرياض التي شهدت خلال الأشهر الماضية مؤتمرات عالمية وعربية وإسلامية مركزاً تنطلق منه عمليات التحالف الأمنية للحرب ضد الإرهاب والإرهابيين بزعامة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
إنها سلسلة بطولات نتجت عن قرارات حازمة حاسمة مؤثِّرة مست وجدان قادة العالم للانضواء تحت لواء جهاد عظيم سيكون وثيقة فخر واعتزاز لنا كشعب سعودي وللأجيال القادمة ومؤكدة أن الإرهاب لا دين له ولا وطن.
لم يكن حرب دولتنا ضد الإرهاب وليد اللحظة ولن يكون مؤقتاً فما تبذله القيادة من جهاد ضد التطرف الفكري داخلياً وخارجياً واضحاً لدى الشعب السعودي نفسه ولدى العالم.
وقد اتضحت مكافحة الإرهاب وتنظيماته داخل المملكة وخارجها بالعديد من البرامج التوعوية والتثقيفية التي بدأت بالأسرة والمجتمع والمسجد والتعليم وغيرها من مؤسسات الوطن شاهداً وواقعاً يحمل المواطن نفسه مسؤولية عظيمة يوازي حجم المشهد السياسي الريادي الذي تقوده المملكة عالمياً لتحقيق ثقافة الأمن الفكري الوطني فما تقوم به الجماعات الإرهابية المتطرفة من جرائم إنسانية استدعي تنظيماً محكماً وتكتيكياً يليق بحجم دولة عظيمة مثل مملكتنا ويليق بحجم إمكانياتها الاقتصادية والعسكرية التي شهد العالم بأسرة تفوقها.
ونحن هنا كمواطنين ومواطنات علينا أن ندرك حجم المسؤولية الكبيرة التي حملتها قيادتها تجاه العالم فنكون بقدر هذا المسؤولية لنعكس صورة مشرِّفة تليق بهذه الزعامة التي منحها الله لدولتنا العظيمة فرسالة السلام التي حملتها المملكة وتحملها دائماً لا يمكن أن تتعارض مع إعلان الحرب على الإرهاب الذي يتزعمه قادتنا المتمثل في هذا التحالف العربي الإسلامي لمكافحة الإرهاب.