تطالعنا صحيفة الجزيرة بين الحين والآخر، وعبر صفحاتها المتنوعة، عن نشر الأعمال الخيرية، وهذا مما يبعث في نفوسنا السرور، ويكون محفزاً لنا في طلب أعمال الخير، والقيام بها، والسعي إليها بكل قوة وجد في هذا البلد الغالي، الذي ينعم فيه بالأمن والأمان، في ظل الدعم والمتابعة من الحكومة الرشيدة لتقوية أواصر العمل، وزيادة التكاتف بالعمل الفاعل والجاد، وتلمس الاحتياجات.
ومما لا شك فيه أن الأعمال الخيرية في هذا الوطن المعطاء متعددة ومتنوعة؛ فالملاحظ أن الجمعيات الخيرية والمراكز الاجتماعية تعد رافداً حيوياً للنهوض والتقدم بالمسؤولية الاجتماعية، وهي - لله الحمد - منتشرة في كل مدينة ومحافظة. وبما أن الشيء بالشيء يُذكر، وبحكم وجودي الإعلامي بالقصيم، وفي ليلة قرآنية من أروع ليالي محافظة الأسياح، تشرفت بحضور حفل تكريم تخريج الدفعة السابعة لحفظة كتاب الله تعالى، الذي أقامته الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالأسياح في جامع الزبير بن العوام بقصر العبدالله على شرف محافظ الأسياح الأستاذ سليمان البحيري، وبحضور رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالقصيم الشيخ سليمان الربعي وفضيلة الشيخ عبدالله المحيسن رئيس محكمة الاستئناف بالقصيم ورئيس الجمعية بالأسياح الرئيس العام لفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقصيم فضيلة الشيخ عبدالله بن راشد الفهيد وعدد من المشايخ ووجهاء المجتمع. وعلى جمال هذا الحفل ازداد جمالاً بأن إحدى الحافظات - وهي امرأة مسنة، عمرها ستون عاماً، وأمية لا تقرأ ولا تكتب - قامت بحفظ القرآن الكريم، واجتازت الاختبار بنجاح بعد أن درست بالحلقة لمدة عشر سنوات؛ لذلك وجب علي عبر هذا المنبر الإعلامي (عزيزتي الجزيرة) أن أطالب أهل الخير بالقصيم عامة وبالأسياح خاصة بدعم هذه الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم؛ فهي في الحقيقة تحتاج إلى الدعم المتواصل من المحسنين ورجال الأعمال ومن لهم أيادٍ بيضاء، ويبحثون عن أعمال الخير، وهم كثر - ولله الحمد -.
وبكل أمانة، إن مجهودات تلك الجمعية واضحة للعيان، ولكن هذا لا يمنع من أنها تحتاج للدعم؛ فالأهداف لديها كبيرة، والطموحات لدينا تجاهها أكبر.
وفي الختام أقول: من منظور شخصي أرى أن الحياة بكل أنظمتها ونشاطاتها متوجهة إلى الله، ومن ثم فإن كل خدمة اجتماعية وكل عمل من أعمال البر والصلة والخير في نظري عبادة لله سبحانه؛ فلذلك وجب علينا الإكثار من الأعمال الاجتماعية الخيرية فهي الباقية، وما عدا ذلك فهو زائل.
مع تمنياتي للجميع بالتوفيق والسداد.
- محمد عبدالرحمن القبع الحربي