نايف العساكر ">
لا صلح... لا تفاوض... لا اعتراف..
لعل هذا هو أنسب شعار لمبادرة الأمير المحنك محمد بن سلمان ولي ولي العهد للقضاء على الإرهاب وتجفيفه من منابعه..
وهذا التحالف الإسلامي التاريخي.
يعد هو الأول في التاريخ الإسلامي بل والعالمي للقضاء على الفكر الغادر..
لأن الحرب على الإرهاب تتطلب قوة فكرية وعسكرية، فلن تجدي القوة العسكرية بلا فكر، ولا القوة الفكرية بلا تخطيط عسكري..
وهذا هو عين المنهج الذي سلكه الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حربه على الخوارج قادة الإرهاب والتطرف..
حيث أرسل حبر الأمة عبدالله بن عباس لمناظرة الخوارج، فرجع منهم الثلث، ثم قتل سائرهم على ضلالة، بعد أن استخدم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - القوة العسكرية معهم.. وهذه هي السياسة المحنكة التي تقوم على القوة والفكر..
فهذا التحالف هو خطوة رائدة سينقشها التاريخ على صحائف الذهب.. وسوف تكون شرفاً ومدرسة في التعامل مع التطرف..
لأنه سيقضي على الإرهاب الذي مزق العالم واستهدف البلدان الإسلامية والعربية وسائر القارات..
والذي أهلك الحرث والنسل ودمر القيم الإنسانية، والمعالم الروحانية..
واستخدامه المتأسلمين الخونة.. للغدر بالإسلام وأهله.. لأجل الوصول للسلطة..
فقد ذاق منه المسلمون مرارة التفرق.. وفقدان الأمن وضياع الأمان، وهدمت بسببه المساجد، والشعائر.. ونهبت المعالم والآثار، وانتهكت الأعراض..
هذا الإرهاب البشع هو الذي جعل سوريا أخطر من أفغانستان، في تهديدها للأمن العالمي، لأنها أصبحت أكبر عش لتفريخ المقاتلين، وإرسالهم إلى بلدانهم لبدء العنف...
وهو الذي جعل من الليبيين الذين عانوا من ظلم القذافي، لم يعودوا يسردون ظلم تلك الحقبة، لأنهم صاروا يشتكون الفوضى والإرهاب الذي حل مكان ظلم وجبروت القذافي الهالك..
وهو الذي مكن لحزب الله من العبث بمقدرات لبنان فضيع جمالها وهويتها..
وهو الذي جعل عصابات بوكو حرام تعبث بأكبر دول القارة السمراء..
وكان هو السبب في تزايد النفوذ الإيراني حتى أثر جدًا على القرار السياسي في العراق، مما سبب الفوضى السياسية، وزيادة التمكين لداعش في العراق وسوريا..
فهذا التحالف يجعل العالم يستبشر بخروج فجر جديد يحقق الأمان والحياة المستقرة، بعد أزمة الفوضى الخلاقة.. أو الخناقة..
ومما يميز هذا التحالف الإسلامي إشراف المملكة عليه، لما كوّنته من خبرة كافية للتعامل مع الإرهاب، من تجريم الأحزاب والجماعات الداعمة له، وكذلك سيقطع الطريق على الرماديين الذين يحذرون من الدواعش ويثنون على منبع الإرهاب (الجماعة المتأسلمة) الإخوان المسلمون.
التي خرج من رحمها تنظيم القاعدة وجبهة النصرة والدواعش، لأنهم الآن أمام مبادرة قوية، يتبناها قائد أذهل الجميع من خلال شجاعته وقوته، التي عرفها العالم في عاصفة الحزم.. التي أنقذت اليمن من مهلكة ومصغبة.. هي الأسوأ في تاريخ العالم..
إذاً ليعلم كل إرهابي بأنه لا صلح... ولا تفاوض... ولا اعتراف مع الإرهاب بعد هذا التحالف.