خبير كويتي يشيد بقرار دول المجلس الاستمرار في إنتاج النفط ">
طلال الظفيري - الكويت:
أكَّد مختص في شؤون النفط أن قرار رفع الحظر عن تصدير النفط الخام الأمريكي إلى الخارج والذي وقّعه الرئيس أوباما الجمعة الماضي لن يكون له تأثير فوري على السوق النفطية العالمية، لافتا إلى أن قرار دول الخليج الاستمرار في إنتاج النفط بنفس معدلات ما قبل انخفاض الأسعار صحيح وفي محله ويعد استباقاً لما يحدث الآن من إغراق أمريكي للسوق النفطية. وقال عضو هيئة التدريس في كلية الدراسات التكنولوجية قسم هندسة البترول الدكتور أحمد بدر الكوح إن تأثير القرار الأمريكي برفع الحظر عن تصدير النفط والذي استمر40 عاماً سيكون مستقبلياً، مشيداً في الوقت ذاته بقرار مجلس التعاون بعدم تقليل الإنتاج وتمسكها بالمحافظة على الحصص السوقية. وأوضح أن الشركات النفطية الأمريكية والكندية هي المتضرر الأول من انهيار أسعار النفط، مبيّناً أن دول الخليج تضرَّرت كذلك إلا أن قلة تكلفة الإنتاج تجعلها من أقل المتضررين. كما ذكر أن «خطأنا الواضح هو تضخم ميزانيتنا السنوية بسبب احتساب أسعار نفط عالية ولكن أرباح السنوات السابقة يمكن لها أن تغطي ما نخسره الآن مع هذه الأسعار المتدنية». وأشار الكوح إلى أن من تأثيرات القرار الأمريكي «مد حياة شركات نفطية أمريكية لسنة قادمة على الأقل» رغم تدهور الأسعار ومنحها الأمل من جديد، لافتاً إلى أن المتضرر الأكبر من القرار هي دول أخرى مثل روسيا وفنزويلا وإيران. كذلك توقع استمرار تدهور أسعار النفط حتى منتصف العام المقبل، موضحاً أن أعضاء (الكونجرس) الأمريكي من الحزب الجمهوري خاضوا صراعاً مستمراً منذ عدة سنوات من أجل رفع الحظر عن تصدير النفط «ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك إلا بعد هبوط الأسعار وإفلاس العديد من شركات النفط والغاز الأمريكية». وذكر الكوح أنه في ظل إفلاس تلك الشركات اضطرت حكومة أمريكا إلى رفع الحظر عن تصدير النفط الأمريكي الخام إلى الخارج من أجل استفادة مصافي النفط الخارجية منه، حيث لا توجد حاجة له داخل البلاد لعدم وجود مصاف تستوعب الإنتاج المحلي، فضلاً عن الخصوصية التي يتمتع بها النفط الأمريكي من حيث الجودة. كما لفت إلى أن قرار رفع الحظر عن النفط الأمريكي كان مفاجئاً للخليجيين المتابعين للسوق النفطي، مشيراً إلى أن بعض خبراء النفط الغربيين يتعاملون بـ«ازدواجية» في تحاليلهم، حيث كانوا ينادون منظمة أوبك والدول النفطية الخليجية بتقليل الإنتاج وتصدير النفط في وقت كانوا يحثون فيه الحكومةالأمريكية على فتح الباب من أجل تصدير النفط الأمريكي الخام وإغراق السوق النفطي الخام.