يا لعبد قيّس ما طرالك على البال
دنياك لا تلهيك عن تبع دينك(1)
واعرف ترى ما قسم لك ما به اشكال
يجيك لو كل العرب حاسدينك(2)
والمال مثل الفيّ لا بد ينزال
مرٍ عليك ومرةٍ عن يمينك
والفرق في تبريق ربك بالأعمال
في ساعةٍ تذهل بها والدينك(3)
واعرف ترى الدنيا لها كم ختَّال
ولقافةٍ لابدهم صايدينك(4)
تعمل بها أشغالٍ وهي لك بالأشغال
وعقب المعزَّه قل فيها عوينك
فان ساعفت دنياك بالحال والمال
تحمّد الوالي وباعد قرينك(5)
وإن كان بك عدلات الأيام ميَّال
تمسي مقل وغلمةٍ ضاهدينك(6)
لا تشكي أحوالك ولو طقّك الجال
الاَّ على الكاتب بعالي جبينك(7)
اللِّي إلى منّه حشم عز واجلال
تنفعك حشماته ولا أحدٍ يهينك
والاّ رفيقٍ صاحيٍ ماله أمثال
ما اضمرت به لزما تشوفه بعينك(8)
وايّاك والمرسول ومقربٍ سال
من الراس حيث الراس تبرح قرينك
في حزة اللزبات ما شلت له شال
وإلى اخلفت يصبر بزينك وشينك(9)
واقرابك اللي تمتنيهم بالأفعال
وهم بحزّات اللزب ممتنينك(10)
معهم جمال ومال والعبد عمال
ابنك حتين فلان وابنه حتينك
لو كنت دبوسٍ لهم عوق من عال
تفك مشكلهم وهم خابرينك
تفتل لك الدنيا كتافين وعقال
ويغضون عنك وكنّهم جاهلينك
فاشنح لمن مدّاته جزال وعجال
يمد لك يوم انهم حاقرينك(11)
بلكي تذعذع لك على روس الاقذال
وتكيل وافي صاعهم في ثمينك(12)
ولا تستمع في هرج نقّال من قال
خلّه يقل الحكي بينه وبينك
وسدّك فلا تعطيه عمٍ ولا خال
كم واحدٍ بالهرج يبحث كنينك(13)
مقعدك مع ربعٍ لهم عنك منزال
لا هم براجينك ولا خايفينك
معهم خبرك وكايلينك بمكيال
على العسر والميسرة عارفينك
في مجلسٍ مالك مقالٍ وتفصال
أخير ما تفعل مقامك بحينك
عبدالله بن سبيل - رحمه الله-
** ** **
(1) قيّس: فكّر به كثيراً وقسه بعقلك.
تلهيك: تشغلك.
(2) قسم لك: كتب لك.
(3) تبريق: نظر. تذهل: من الذهول.
(4) ختال: متربص.
(5) ساعفت: ساعدت. تحمّد الوالي: أي احمد ربك. والقرين: الشيطان.
(6) ميال: مالت بك الأيام وغدرت بك.
مقل: أي لا مال لديك.
(7) طقك: ضربك.
(8) أضمرت به: أي ما انتظرته منه وأملته.
(9): اللزبات: الشدائد.
(10) حزات اللزب: أوقات الشدة.
(11) اشنح: اقصد وادعُ.
(12) بلكي: ربما. الثمين: ثمن الصاع.
(13) سدّك: سرّك.