كتب - سلطان الحارثي:
جاء اليوناني دونيس مدرباً للهلال في وقت وصلت فيه معاناة الفريق الأول لدرجة لا تحتمل، ووصل الغضب الهلالي لمرحلة يصعب معها المسكنات؛ ما أدى لرحيل الرئيس الهلالي السابق الأمير عبدالرحمن بن مساعد، وإقالة مدرب الفريق ريجي. وجاء دونيس ليكمل الموسم الماضي كمدرب مؤقت، ولكن الفريق الهلالي بقيادته أدى مباريات كبيرة، سواء على مستوى البطولات المحلية أو حتى البطولة الآسيوية التي تأهل فيها للأدوار المتقدمة، وختم الموسم الماضي بتحقيقه بطولة خادم الحرمين الشريفين؛ ما جعل الغالبية يطالبون بالتجديد معه بعد وصولهم لقناعة تامة بأنه المدرب الأنسب للفريق. وبالفعل تم ذلك، وبدأ دونيس موسمه الحالي ببطولة السوبر، ووجد الثناء والإشادة على ما قدمه مع الفريق الهلالي الذي انتقل من مرحلة شبه بائسة إلى مرحلة العودة للمستويات المميزة، وقدم مع الفريق ما يشفع له ليبقى مدرباً لفريق الهلال، ولكن دونيس المرحلة السابقة تغير كثيراً، وأصبحت لديه رؤى وقناعات جاءت من خلال مكابرة وإصرار على بعض الأمور الفنية؛ فأصبح محل نقد الكثيرين، سواء من نقاد أو جمهور هلالي. ولعل معهم الحق في نقد المدرب الذي نجح حينما كان واقعياً، وفشل حينما كابر وأصر على قناعات فنية، لا يمكن أن تتقدم بالفريق ليحقق طموحات عشاقه!
دونيس يخطئ بحق نفسه وبحق فريقه، وذلك من خلال مكابرته التي قد تُعجل برحيله ما لم يقتنع ويعود للواقعية التي كان عليها، وأبدع الفريق من خلالها، وقدم نفسه بصورة جميلة جداً على المستوى الفني.
أخطاء دونيس معروفة، وكشفها المشجع العادي قبل المحلل الفني والناقد والإعلامي، وسبق أن تحدثنا عنها كثيراً، ولكن دونيس أمامه فرصة ليعدل ما يمكن تعديله، فالمباراة المقبلة التي ستجمع الهلال مع شقيقه النصر، ولا تحتمل العك الكروي الذي أصبح يقدمه الفريق بقيادة دونيس، الذي يجب عليه معالجة الأخطاء الفادحة التي وقع فيها، وعليه أن يعود للواقعية التي أكسبته بطولتين كانتا عربون صداقة مع الجمهور الهلالي قبل أن يغضب ويضع دونيس تحت مقصلة النقد!مباراة النصر القادمة مهمة للفريق الهلالي ليعتلي صدارة الدوري حتى وإن رفضتها لجنة المسابقات، وعلى دونيس أن يقتنع بأن سلمان الفرج لا يصلح كلاعب محور دفاعي، وسعود كريري لا يصلح كمدافع حتى وإن تقدم بالعمر مثلما ذكر دونيس، فهذا ليس بعذر، وبإمكان دونيس تثبيت كريري في المحور الدفاعي وأن لا يتقدم للأمام، كما أن الإصرار على اللعب بعبدالعزيز الدوسري لن يفيد الفريق، ولن يجلب لدونيس إلا المتاعب؛ فعبدالعزيز استسلم لواقعه المرير ومستواه الضعيف، ولم يعد لديه ما يقدمه، وعلى دونيس أن لا يظلم ألميدا ويضعه كرأس حربة وهو الذي يلعب خلف المهاجمين، ويبدع حينما يكون قادماً من الخلف، وبالإمكان وضع ناصر الشمراني أو ياسر القحطاني كمهاجم صريح وخلفه ألميدا وإدواردو ومحمد الشلهوب في الوسط، والفرج وكريري في المحور. هذه التشكيلة تستدعي أن يتنازل دونيس عن طريقته المعتادة التي كشفها الجميع؛ إذ يجب عليه أن يتنازل عن اللعب بطريقة المدافعين الخمسة، والعودة للطريقة الهلالية السابقة التي أبدع من خلالها فريق الهلال، وحقق ما يصبو إليه جمهوره الكبير.