عثمان بن حمد ابا الخيل ">
معايير اختيار العريس ومعايير اختيار العروس تختلف من منطقة إلى منطقة باختلاف العادات والتقاليد والموروث الاجتماعي، مع أن ديننا الإسلامي الوسطي حدد هذه المعايير، روى أبو داود والنسائي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلَّم - : «تُنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك». وقول الرسول - صلى الله عليه وسلَّم - : (إذا جاءكم مَن ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) رواه الترمذي. هذه معايير إسلامية واضحة وضوح الشمس في فصل الصيف.
اصطدمت تلك السيدة بالواقع الذي لا مفر منه حين قرر ابنها الزواج، البحث عن عروس ليس بالأمر السهل عند غالبية الناس، هناك حدود وتضاريس صعبة وعقبات من المستحيل تخطيها، هناك الطبقة المخملية والطبقة الخامية، هناك الفقراء والأغنياء، هناك من أي قبلية، هناك الطبقية الاجتماعية والكثير مما صنع بنا واقعنا.
الزواج من أجنبية سواء أكانت أوروبية أو أمريكية أو من شرق آسيا أو حتى عربية تزول تلك العقبات وتتبخر عند العريس، لكنه يتمسك بتلك العقبات ولا يتزحزح عنها تري أهي قناعة أم هو خوف من سياط المجتمع. للأسف أكثر من 80 في المئة من الزيجات.
يختار الرجل زوجته لإعجابه بشكلها أو إعجابها بشكله لذا فهناك أكثر من ألف حالة طلاق خلال العام الواحد، أي بمعدل حالة في اليوم الواحد. رقم مخيف لكن السبب الرئيس هو التعجل في اختيار العروس أو العريس.
شخصياً مسؤولية الموافقة على العريس أو العروس تقع على الأب والأم وولي الأمر، الفتاة تثق برأي أهلها لكنها لا تعرف تفاصيل ذلك الإِنسان، مع العلم أن هناك النظرة الشرعية والتي لها شروطها ومع هذا هناك بعض الأسر ترفض النظرة الشرعية. بالإضافة إلى عقبات اقتصادية ودراسية. لنْ اكتب عن تلك العقبات الجديدة التي دخلت مجتمعنا من بوابة القنوات الفضائية وهي معروفة عند الكثير. تلك السيدة جلستْ تتأمل وتتخيل من سوف توافق على الزواج من ابنها، انها معضلة صعبة لم تتوقع حدوثها وحين وجدت وبتوفيق الله العروس المناسبة لمْ يوافق عليها ابنها بسبب عدم جمالها وأسباب أخرى.
لا أدرى إلى متى تعاني الأسر من عملية اختيار العريس أو العروس، سؤال واضح من منكم بحث لابنته وأخته أو من تقع تحت ولايته عن عريس؟ ليس عن طريق المواقع أو التوصيل الاجتماعي هذا يفتح بابا من الشر والفتنة، اقصد البحث من أجل الزواج حسب تعاليم الإسلام ومن أسهل الطرق أن تتكلم مع من تثق به من أخواتها وعائلتها بالبحث عن عريس.
لماذا نُضيق دائرة البحث عن عروس؟ لماذا لا تكون الدائرة كبيرة بدون حدود وأسوار، كم هو مؤلم أن تصطدم بآراء من حولك وتمسكم وقناعتهم بعادات اجتماعية تحوّلت إلى نظام يعاقب من يتجاوزه، ومن بنود ذلك النظام عدم تكافؤ النسب بين الزوجين، إن النّاس جميعًا سواسية كأسنان المشط؛ لأنّهم من أب واحد وأم واحدة، وإنّما يفضل الفاضل منهم بتقوى الله وحده، كما قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (13) سورة الحجرات.
وفي الختام جميل أن يكون مشروع الزواج ميسراً سهلاً خالياً من العقبات وتزول معاناة الناس حين البحث عن عروس فكيف البحث عن عريس كفؤ. وإن أولى خطوات الزواج الناجح هي كيفية اختيار شريكة الحياة أو شريك الحياة، فسهِّلوا معايير الاختيار. إنما يبنى الزواج الناجح على القناعة الصادرة من العقل ومن ثم القلب.