منظر غير حضاري رياضياً ذلك الذي يشاهده الجميع من سمو رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي وهو يقتحم أرض الملعب ويتجه لحكام المباريات ويدخل معهم في نقاش حاد يكون فيه هو الطرف المتحدث بحدة. فيما الطرف الثاني «الحكم» يقف مستمعاً ومصغياً لا حول له ولا قوة!!
ومساء البارحة تكرر المشهد بعد نهاية مباراة النصر والشباب حيث اقتحم الأمير فيصل بن تركي الملعب وأوقف رجال التحكيم بشكل مؤسف وتحدث معهم بكل حدة رغم أن الأنظمة واللوائح المحلية والدولية تمنع ذلك وتعاقب من يفعله لأن فيه اجتراء وتطاولا على رجال القانون وهزا لشخصيتهم واستخفافا بمكانتهم وجعلهم في موقف مثير للشفقة. والقانون ورجاله يجب أن يكونوا في موقف القوة وليس الضعف.
وسمو الأمير فيصل بن تركي يسيء بذلك التصرف لمكانته الاجتماعية حيث إن غيره من رؤساء الأندية لا يستطيع أن يفعل ما يفعله سموه ولا يجرؤ على ذلك. بل ويجد من يمنعه بالقوة ويجد القرارات والعقوبات الرادعة بحقه جاهزة.
لذلك فحري بسمو الأمير فيصل بن تركي أن يكون نموذجاً ومثالاً في الامتثال للأنظمة والقوانين وأن يكون قدوة في هذا الأمر فمكانته الاجتماعية تفرض عليه ذلك.
ومن أجل هذه الممارسات في الضغط على الحكام إلى درجة تخويفهم يطالب الكثيرون بالاستعانة بالحكم الأجنبي لأن ما يمارس ضد الحكم المحلي لا يمارس ضد الحكم الأجنبي رغم أن الحكم المحلي والوطني أولى بالتقدير والاحترام وليس بالاستخفاف والضغط والترهيب.
ما حدث مساء البارحة هو بمثابة اختبار لاتحاد الكرة في تطبيق الأنظمة واللوائح، فالعقوبات التي تصدر بحق إداريين ولاعبين متجاوزين هل نراها تصدر أيضاً بحق رئيس النصر لتجاوزه ومخالفته؟! أم يخشون أن يطالهم ما طال الحكام!!