المجالس البلدية ليست حكراً على الرجال وسنبذل قصارى جهدنا لخدمة المواطنين ">
بريدة - تركي الفهيد:
عزت بدرية الرشيدي، الفائزة بعضوية المجلس البلدي في مركز البطين 40 كلم شمال بريدة، نجاحها في الانتخابات إلى ثقتها بالله، ثم ثقتها بنفسها، وطموحها، ومساندة أبيها وزوجها وعائلتها.. وقالت: لم أتوقع الفوز بعضوية المجلس بعد أن كان التأرجح هو سيد الموقف في عملية الفرز، ولكني لم أفقد الأمل ولو للحظة واحدة، ولله الحمد.
نالت بدرية الرشيدي 40 صوتاً، بينما حصلت مشاعل السهلي على 33 صوتاً، وهما السيدتان السعوديتان الوحيدتان اللتان فازتا بعضوية المجلس البلدي في البطين من أصل 70 مرشحة للانتخابات البلدية بمنطقة القصيم؛ بعد أن حقق الرجال جميع المقاعد في الـ 28 مجلساً في عموم محافظات المنطقة، وهي المرة الأولى التي يسمح للمرأة بالترشح والانتخاب في المجالس البلدية.
وحول دورها في المجلس تحدثت الرشيدي لـ «الجزيرة» فقالت: سأثبت نفسي وسأتحمل الأمانة، وأكون عند حسن ظن من كان على ثقة بي، وسأهتم بالمرأة وما يفيدها، وسأعمل على تحسين المركز وما يخص شوراعه وأماكن جلوس مواطنيه، كما سأهتم بسلامة الطرق ومرافق الحدائق والأشجار به، وسأبذل قصارى جهدي بإذن الله.
وعن خوضها التجربة الأولى ذكرت: إن هذه التجربة اعتبرها إنجازاً على المستوى الشخصي، وتجاوزت بعض العقبات بفضل الله وأشعر بالفخر بنفسي والشكر لكل من وقف معي. وعن فوز عضوتين فقط على مستوى المنطقة قالت: هي خطوة جيدة وعظيمة في مجال أٌعتبر في الآونة الأخير مناصفة بين المرأة والرجل، بالرغم من منافسة الرجل وسيطرته في هذا المجال. وإن شاء الله تكون هنالك بصمة نسائية ملموسة يستشعرها الجميع. وأن قرار الترشح سينصف المرأة، وهو حق من حقوقها التي كفلها لها ولاة الأمر، حفظهم الله، خاصة أن المرأة السعودية معطاءة، وتستطيع إثبات نفسها، فهي تشارك الرجل نفس البيئة التي يعيش فيها، ومن حقها تغيير البيئة لما يناسبها هي وبنات جنسها.
وختمت بدرية الرشيدي حديثها: أحب أن أشكر «الجزيرة» أولاً، وأسال الله أن يجعلني ممن يقولون الكلام ويثبتونه كأفعال تٌرى بالعين. أدام الله العز والأمن لوطني، وحفظ الله الملك سلمان وأطال الله في عمره، وجعلني خير ممثلة للنساء؛ لما فيه رضا الله ثم رضا المليك والمجتمع.
أما الفائزة الثانية مشاعل السهلي، فقالت: إن العمل البلدي يجب أن تشترك فيه المرأة مع الرجل، فالحدائق والسفلتة والطرق ليست حصراً على الرجل، فالمرأة تعيش في نفس المكان والموقع. مضيفة إنها واجهت أصواتاً معارضة لها في بداية ترشحها، وصلت لها ووصلت لزوجها، إلا أنها ترى أن عضوية المجالس البلدية هي موقع من مواقع خدمة الوطن والمواطن.
وحول التوفيق بين العمل وعضوية المجلس البلدي قالت: إنها تعمل قائدة لمدرسة، ولديها من الخبرة ما يجعلها قادرة على العمل بالمجلس البلدي وخدمة مركزي. أما عن معرفتها بنظام العمل بالمجالس البلدية، فذكرت أنها ستتغلب على تلك المشاكل تدريجياً، ومع مرور الوقت ستكسب الخبرة الوافية التي تساعدها في خدمة الوطن.
من جانبه قال زوج مشاعل السهلي، الأستاذ داغش السهلي: نحمد الله على فوز زوجتي في الانتخابات، ونتشرف بهذا الفوز لخدمة ديننا ثم مليكنا ووطننا الغالي.. ولقد شجعت زوجتي وساندتها في جلب الأصوات مع مواجهتي كثيراً من المعارضين والمتشددين. وبعضهم أرسل لي فتاوى لا أعرف من أين أتوا بها، ورددت عليهم بالواقع إن المرأة جزء من المجتمع، ولها الحق أن تخدم وطنها في جميع المجالات بحشمتها ووقارها.. والمجلس البلدي مثل سائر المجالات من طب وتدريس وغيرها؛ وبعد الفوز في الانتخابات المعارضون حضروا وباركوا لنا.