الجزيرة - القاهرة:

انسحبت صحيفة الجزيرة من حفل تكريم الإعلام السعودي الذي نظمه اتحاد المنتجين العرب في القاهرة، وهو تجمع غير رسمي لا يمثل جمهورية مصر العربية ولا الإعلام المصري الرسمي، ورفض الزميل نائب رئيس التحرير فهد العجلان الصعود على المنصة وتسلّم درع التكريم بسبب سوء التنظيم ومخالفة الحفل ومضمونه لما تمت دعوة الصحف السعودية إليه، حيث جاءت الدعوة تحت مسمى شكرًا للسعودية تكريماً للدور الإعلامي والمواقف النبيلة للإعلام السعودي تجاه قضايا الشقيقة مصر.

وقد تفاجأ ممثلو الصحف السعودية حين وصولهم إلى مقر الحفل بعد الاستقبال بترتيب إدارة الاتحاد للمقاعد المخصصة للضيوف وفق علاقاتها الشخصية متجاهلة ممثلي الصحف السعودية الذين كانت الدعوة الأساس موجهة لتكريمهم، وأبدي ممثلو وسائل الإعلام السعودية انزعاجهم بأن إدارة الاتحاد لم تخصص لهم مقاعد في مقر الاحتفال الذي أقيم بمسرح جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بمدينة أكتوبر، وهي جامعة خاصة غير حكومية بل طلبت منهم الجلوس في المقاعد الخلفية بشكل عشوائي بما لا يليق بضيوف مكرمين تحت اللافتة الرئيسة!!، وحين بدأ التكريم تجاهل المنظمون مسؤولي الصحف السعودية إلى شخصيات أخرى مخالفين ما تمت دعوة الضيوف إليه!، فضلاً عن الأخطاء في نطق مسمى وسائل الإعلام السعودية التي تكشف عن جهل المنظمين بها، وجاء تكريم الصحف السعودية في نهاية الحفل الذي انفض عدد من الحضور بسبب عشوائيته وسوء تنظيمه!.

وأوضح الزميل العجلان أثناء انسحابه أن العلاقات السعودية المصرية راسخة وثابتة وأكبر من أن تؤثر عليها تصرفات وأخطاء جهات لا تمثل الموقف الرسمي أو الشعبي في الشقيقة مصر، مؤكدًا امتعاض وانزعاج ممثلي وسائل الإعلام السعودية لمعاملة إدارة الاتحاد لهم في يوم يفترض أنه مخصص لتكريمهم!! وأضاف الزميل نائب رئيس التحرير: نقدر أسف عدد من الأشقاء المصريين الذين شهدوا المناسبة وأبدوا امتعاضهم وعدم موافقتهم على تصرفات إدارة الاتحاد التي بدا من خلال تنظيمها للحفل استثمار لافتة العلاقة بين البلدين في إطار تجاري يمثل مصالح إدارة الاتحاد الضيقة، موضحًا أن مسؤول التنسيق في الحفل تبرأ لاحقًا من سوء التنظيم وأكَّد أن ما حدث مخالف لما تم الترتيب له!.

وبخلاف ما شهدته المناسبة من عشوائية، تحدث معالي وزير الإعلام المصري المثقف والكاتب حلمي النمنم بما تحمله الحكومة المصرية والإعلام الرسمي وقلوب جميع المصريين للمملكة أرضًا وقيادة وشعبًا، مشيدًا بالدور الكبير الذي تقدمه المملكة تجاه شقيقتها مصر، واصفًا الإعلام السعودي بأنه إعلام يتمتع بالحيوية في نقل الحقائق بشفافية ومصداقية أمام المشاهدين، ليظل رمزًا من رموز الإعلام في الوطن العربي.

وأكَّد النمنم في كلمته «أن هذا اللقاء يأتي في لحظة مهمة للأمة العربية، وعلى الرغم من كل الإحباطات في سوريا وليبيا والعراق وفلسطين، هناك ما يدعو للبهجة بفوز 17 سيدة في الانتخابات البلدية السعودية، كما فازت في الانتخابات التشريعية بمصر 87 سيدة في تجربة غير مسبوقة منذ إنشاء البرلمان في مصر عام 1866، مقارنة ببرلمان عام 90 الذي رشح فيه امرأة واحدة»، وأشاد وزير الثقافة المصري بعمق العلاقات السعودية المصرية، معبرًا عن خالص امتنان المصريين لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يشد أزر مصر دائمًا، الذي سرعان ما أصدر أمره باستمرار رحلات الطيران السعودي من وإلى شرم الشيخ، دعمًا للسياحة المصرية في ظل الأزمة الراهنة التي تعيشها.

وتابع الوزير: «نحن نحتفل اليوم بإخوة حقيقية، إخوة لا يصنعها الدين الواحد واللسان الواحد فقط بل والجغرافيا الواحدة»، مستطردًا في الحديث عن العلاقات السعودية المصرية الراسخة في القدم، مشيدًا بدور المملكة المشرف في الوقوف بجانب مصر بُعيد ثورة الـ30 من يونيو، عندما تآمرت عليها بعض القوى المناوئة لاستقرار المنطقة، فهب المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز بوازع من عروبته وعقيدته ونخوته من أجل مساندة مصر ومساعدتها، بل وتحذير القوى الأجنبية التي تحاول التآمر عليها، وعلى نفس الدرب تسير سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التي أظهرت منذ اليوم الأول دعمها الكامل لمصر، مستذكرًا أيضًا دور وزارة الخارجية السعودية بقيادة المرحوم الأمير سعود الفيصل.

وقد تضمن الحفل عرض فيلم عن العلاقات السعودية - المصرية، إضافة إلى أوبريت بعنوان «حنفضل أهل» بمشاركة مجموعة من الفنانين في المملكة ومصر.

يذكر أن الجهات الإعلامية السعودية المدعوة للتكريم من قبل اتحاد المنتجين العرب في القاهرة هي وكالة الأنباء السعودية (واس) وصحيفة الجزيرة، وصحف الرياض وعكاظ واليوم ومكة والوطن والحياة والمدينة، إضافة إلى شبكة قنوات «روتانا» وقنوات «osn» و»art» و»mbc»، والشركة السعودية للأبحاث والنشر وجمعية الثقافة والفنون، وإذاعة ميكس، وإذاعة ألف ألف وإذاعة بانوراما وإذاعة ام بي سي والمدينة الإعلامية الأردنية السعودية «جاسكو» ومجلة «تالة»، وجمعية المنتجين والموزعين السعوديين.