«الإنستجرام» يحدث نقلة في تسويق تجارة «السعوديات» ويوسع أنشطتهن ">
الجزيرة - الرياض:
اتجهت العديد من سيدات الأعمال والأسر المنتجة والبائعات السعوديات في عدة مجالات إلى تسويق تجارتهن عبر الإنستجرام، ووجدن في ذلك مجالاً خصب للترويج إلى منتجاتهن، وكان بإمكان السيدة روزانا الدايني، التي أرادت افتتاح عملها في مجال بيع الإكسسوارات النسائية في جدة، اختيار الطريق التقليدي الذي يفرض عليها ترشيح رجل ينوب عنها لدى الدوائر الحكومية ويوقع نيابة عنها على المستندات الرسمية.. ولكنها فضلت اللجوء إلى الإنستجرام لبيع المجوهرات والساعات والمحافظ النسائية عبر هذا المنفذ الذي يتيح لسيدات الأعمال السعوديات تجنب القيود التي يفرضها الواقع الاجتماعي على المرأة في المملكة. فنشاطها الذي لم يتجاوز عمره عامين على حسابها على الإنستجرام، يضم موظفتين وأكثر من 67.000 متابع، ويستجيب لحوالي 25 طلباً يومياً في المتوسط، بالإضافة إلى كونه مصدر دخلها الذي يمنحها نفوذاً خاصاً في المجتمع المحيط بها.
وحول ذلك تقول روزانا «20 عاماً» إن هذا العمل يمكنها من حل أي مشاكل أو عوائق تواجهها، سواء كانت مالية أو غير ذلك، دون تدخل أي فرد من أفراد أسرتها. وروزانا مثل غيرها من سيدات الأعمال السعوديات اتجهن إلى وسائل التواصل الاجتماعي ومن ضمنها «الإنستجرام» لممارسة الأعمال التجارية، واكتساب حصصهن من السوق. وهؤلاء السيدات جزء من الاقتصاد غير الرسمي، ولا يدخلن ضمن حسابات نسبة ازدياد عدد السعوديات العاملات إلى ما يقرب من 806.000 موظفة بين عامي 2010 و 2014م.
وتملك سيدات الأعمال السعوديات حوالي 12 % من إجمالي عدد الشركات العاملة في المملكة، البالغ عدد سكانها 30 مليون نسمة، وفقا لتقرير صدر حديثاً. ورغم أن معدل دخول المرأة السعودية إلى سوق العمل أسرع من معدل دخول الرجل، بسبب الجهود الكبيرة التي ظلت تبذلها الحكومة في هذا الشأن، بلغت البطالة في أوساط النساء في العام الماضي حوالي 33 %، مقابل 5.9 % للرجال وفقا لبيانات حكومية.
ويشير خالد الخضير المؤسس رئيس منظمة «جلوويرك» المتخصصة في توظيف النساء وتتخذ من الرياض مقراً لها، إلى وجود عوامل عديدة دفعت المرأة في المملكة إلى إنشاء الأعمال التجارية على الإنترنت، منها الإعلام الجديد الذي أتاح للمرأة التي تعاني من قيود معينة، أو تلك التي تفضل عدم تدخل الرجل في عملها، ممارسة الأنشطة التجارية التي يرغبن فيها، ذلك لأن بدء العمل التجاري على الإنستجرام في غاية السهولة مقارنة بفتح محل تجاري حسب قوله، مضيفاً إن العقبة الوحيدة التي قد تواجه المرأة هي جانب التسويق. وتقول مي الجاسر أستاذة سابقة جامعة الملك سعود وصاحبة محل لبيع الآيسكريم في الرياض، إن الإنستجرام يمثل الآن موضة جديدة في مجال التسويق. فبعد أن ظلت تكافح لفترة طويلة من أجل الحصول على العملاء في متجر الآيسكريم التي تملكها في الرياض تقول مي إنها قررت فتح حساب لها على الإنستجرام للإعلان عن منتجاتها من الآيسكريم التي تبيعها حسب النكهات المفضلة لعملائها، ما أدى إلى تحسن مبيعاتها «بشكل كبير»، بعد تزايد عملائها الذين كثفوا طلباتهم لتزويد ولائمهم واحتفالاتهم بمنتجاتها، مؤكدة أن عملها آخذ في النمو وأنها استخدمت المزيد من الموظفين وتخطط لافتتاح فرع جديد. ويؤكد ايفانجيلوس موستاكاس أستاذ التسويق الإلكتروني المشارك في جامعة ميدلسكس في دبي، أن الشبكات الاجتماعية أكثر انتشاراً في السعودية مقارنة بمتوسط الانتشار العالمي، وأنها توفر متنفساً للتفاعل الاجتماعي الخالي من القيود، مشيراً إلى أن حاجة الناس إلى التواصل تصبح أعمق حيثما كانت هناك قيود.
وينفق السعوديون ما معدله 2.65 ساعة تواصل يومي في الشبكات الاجتماعية، مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 1.69ساعة وفقاً لدراسة أجرتها هذا العام مؤسسة «جلوبال ويب إندكس» المتخصصة في مجال أبحاث السوق. كذلك تحتل المملكة المرتبة الأولى على المستوى العالمي في اختراق تويتر، وفقاً لدراسة أجرتها 2013 مؤسسة «بير ريتش». وقد وجدت دراسة «جلوبال ويب إندكس» أن ما يقرب من نصف مستخدمي الإنترنت السعوديين أعضاء في إنستجرام، مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 23%.
وبينما يستخدم رجال الأعمال أيضاً تويتر وغيرها من الشبكات الاجتماعية، تقول روزانا إن منصة الإنستجرام المبنية على الصور مناسبة لعملها، مشيرة إلى التأثير الكبير للصور على المشترين.. ويؤكد ذلك موستاكاس بقوله إن تطبيق الإنستجرام المصمم للهواتف الذكية يوفر طريقاً سهلاً للمبتكرات السعوديات لتبادل مواهبهن. ومن السعوديات اللائي حققن نجاحاً كبيراً في استغلال الإنستجرام لعرض المنتجات دانة النملة، وهي أم لثلاثة أطفال تبلغ من العمر 34 عاماً.
أنشأت دانة حساباً لها على الإنستجرام للترويج لمنتجاتها من الكيك والفطائر، وتمكنت خلال أربع سنوات من العمل المضني من تحصيل 12.700 متابعاً على الإنترنت يشترون منها المخبوزات بمختلف أنواعها على الإنترنت بينما توصلها هي لهم في منازلهم. وهي من عشاق الكيك كما تقول ومارست صناعته منذ أمد بعيد، بينما استفادت من الإنستجرام باستخدامه متجراً لتوزيع منتجاتها، ما جعلها تترك عملها في مجال التدريس.