تقييم المبادرات الرامية إلى إنشاء كيانات خدمية لتسويق المنتجات الزراعية ">
الجزيرة - سلطان المواش:
كشف لـ«الجزيرة» المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة الدكتور خالد بن محمد الفهيد، أن الوزارة بصدد تقييم مبادرات صندوق التنمية الزراعي ومنها المبادرة الخاصة بتسويق الخضار والفاكهة، وكذلك مبادرة تسويق التمور الرامية إلى إنشاء كيانات تسويقية وخدمية تخدم تسويق المنتجات الزراعية، معرباً عن تطلع الوزارة إلى دور للقطاع الخاص في إيجاد كيانات تسويقية تساهم في رفع كفاءة سلسلة الامدادات للمنتجات الزراعية، مؤكداً العمل على تفعيل دور الجمعيات التعاونية الزراعية لخدمة المزارعين في تسويق منتجاتهم الزراعية وتحقيق عوائد مجزية لهم، مشيراً إلى أن الوزارة سبق وأن تبنت تأسيس شركة لتسويق المنتجات الزراعية ولكن لم يكتب لها النجاح.
وفي معرض إجابته على سؤال لـ «الجزيرة» حول تراجع دور المرشد الزراعي بالمملكة وعدم تفعيل دوره، قال الفهيد: لا يخفى على الجميع التوسع الكبير في الرقعة الزراعية والمشاريع الزراعية بالمملكة، وهذا الأمر أدى إلى زيادة أعداد الحيازات الزراعية وبالتالي زيادة أعداد المزارعين بمعدلات عالية جداً يفوق بكثير الزيادة في أعداد الفنيين والمرشدين الزراعيين بأقسام الإرشاد في الإدارات العامة ومديريات الزراعة مقارنة بأعداد المزارع الواقعة تحت إشراف ونطاق الإدارات العامة لشؤون الزراعة بالمناطق والمديريات الزراعية في المحافظات وذلك نتيجة لعدم توفر وظائف شاغرة يمكن أن يزاد بها أعداد المرشدين الزراعيين بما ساهم في تراجع دور المرشد الزراعي، كما ان هناك ضعفا في التزام المزارعين بحضور الندوات والمحاضرات الزراعية الإرشادية مما يؤثر سلباً على الدور الإرشادي وعدم الاستفادة المرجوة من المعلومات الإرشادية المقدمة، بالاضافة إلى قلة تواجد المزارعين في المزارع عند قيام المرشد الزراعي بجولات إرشادية حيث يتعذر إيصال النصح والمشورة مباشرة للمزارع نظراً لتواجد العمالة الأجنبية بالمزارع.
ولفت المتحدث الرسمي أن الوزارة تعمل حالياً على إيجاد آليات تقييم شامل لجميع ممارسات وأعمال المرشدين الزراعيين، وتخطط حالياً لإنشاء مراكز إرشادية متكاملة في المناطق والمديريات الزراعية إذا ما توفرت ميزانية كافية لتنفيذها، كما تعمل الوزارة وبالتعاون مع بيوت الخبرة داخل وخارج المملكة على تطوير هذا النشاط، مبيناً أن تفعيل الدور الإرشادي يتطلب دعما للكوادر الإرشادية وزيادة في أعداد المرشدين الزراعيين وإيجاد مسميات وظائف للمرشدين ازراعيين، وأن العمل يجري على تطوير البرامج الإرشادية ورسم خطة استراتيجية للوزارة وفق معايير عالمية وذلك بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية، كما أن هناك إعدادا وتنسيقا لبرامج تهدف لتطوير الكوادر الإرشادية في المملكة، بالاضافة إلى العمل على رفع مستوى تأهيل العاملين بهذا المجال، موضحاً أن الوزارة طالبت بزيادة المخصصات المالية التي تساعد على التحضير الجيد لتنفيذ البرامج الإرشادية وتجهيز قاعات التدريب بالمديريات الزراعية وتأمين المستلزمات والأجهزة الإرشادية وتوفير عهد مالية وتوفير حوافز للمزارعين في اللقاءات والاجتماعات الإرشادية.
وإشار الفهيد في حديثه لـ«لجزيرة» إلى دور الإدارات البيطرية في تلافي أي مرض فيروسي أو وبائي يصيب الحيوان ومن ثم ينتقل للإنسان بشكل عام بأن مكافحة الأمراض المشتركة من مهام وزارة الزراعة والتي نص عليها نظام الثروة الحيوانية الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/13 وتاريخ 23/12/1423هـ، ولها إنجازات عالمية رائدة في مكافحة العديد منها مثل مرض حمى الوادي المتصدع وكذلك مرض انفلونزا الطيور، وغيرها من الأمراض، حيث يتمثل دور وزارة الزراعة في مكافحة تلك الأمراض بوضع الخطط المتكاملة للمكافحة والتقصي في المزارع وفي المنتجات الحيوانية مثل لحوم الدواجن والبيض، واتخاذ القرارات المناسبة لمنع انتقال الامراض للإنسان التي قد تصل إلى إعدام جميع الحيوانات المصابة والمخالطة لها، وتأمين اللقاحات البيطرية اللازمة لمنع حدوث المرض المشترك مثل لقاح الحمى المالطية ومرض السعار بشكل مجاني، إضافة إلى التوعية والارشاد البيطري لمربي الحيوانات والمستهلكين لمنتجاتها عن تلك الأمراض وطرق الوقاية منها، وتعمل الوزارة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لتقديم خدمات أفضل لمربي الثروة الحيوانية.
وأضاف المتحدث الرسمي لدى سؤاله هل لدى الوزارة خطة طويلة المدى لاستقصاء الامراض الحيوانية بإنشاء مستشفيات لها؟ فأجاب بأنه يوجد لدى وزارة الزراعة حالياً أكثر من 170 فرعاً ووحدة بيطرية تقوم بتقديم الخدمات البيطرية المتنوعة لمربي الثروة الحيوانية بشكل مجاني، ومن مهامها تطبيق الخطط الاستراتيجية لاستقصاء ومكافحة الأمراض الحيوانية، كما تعكف الوزارة حالياً على تطوير الخدمات البيطرية بإحلال العيادات البيطرية النموذجية مكان العيادات البيطرية التقليدية، والتوسع في فتح وحدات بيطرية في المناطق النائية، وتدريب العاملين في تلك العيادات على أسس الممارسة البيطرية الجيدة، بالإضافة إلى التعاقد سنوياً مع أطباء بيطريين في تخصصات مختلفة لسد الفجوة الحالية من الأطباء البيطريين.
وعن شكوى مربي الثروة الحيوانية من وضع الصيدليات البيطرية المتردي من حيث الترتيب والنظافة وصرف الادوية العشوائي؟ اوضح الدكتور الفهيد بأنه يتم الإشراف على الصيدليات والعيادات البيطرية الخاصة من قبل مراقبي وزارة الزراعة في جميع فروع وزارة الزراعة، ويقوم هؤلاء المراقبون برفع المخالفات للجنة النظر في مخالفات تلك المنشآت وتطبيق العقوبات عليها وفق الأنظمة المتبعة، بما يمكن من ضمان تقديم خدمة بيطرية سليمة للمستفيدين من خدمات تلك المنشآت، والوزارة تعمل جاهدة لرفع كفاءة الخدمات البيطرية وأتمنى أن يلمس مربي الثروة الحيوانية ذلك قريباً.