عقيل ظاهر الشمري ">
أبعث إليك بهذه الرسالة يا خادم الحرمين الشريفين، التي أعبر فيها عما يجول بخاطري ويختلج بصدري من مشاعر وأحاسيس وأمنيات وتطلعات يشاطرني بها جميع إخوتي العرب والمسلمين الذين يرون فيك المنقذ والمخلص مما أصاب أمتنا من ضعف وهوان وتفكك وتشرذم، أعلم يا سيدي علم اليقين أن المسؤولية الملقاة على عاتقك عظيمة وجسيمة وأن الأمانة التي أنيطت بك تنوء بحملها الجبال الشامخة وأن الظروف والأوضاع الإقليمية والدولية بالغة الصعوبة والتعقيد والأخطار المحدقة بأمتنا كثيرة وكبيرة وتترادف تباعاً الواحدة تلوى الأخرى وتحمل في طياتها الكثير من الشرور والنكبات وتأخذ أبعاداً خطيرة وتفرز أشكالاً ومسارات تآمرية وتدميرية يصعب السيطرة عليها أو احتوائها لتعدد المؤثرات والقوى الداعمة لها والمساندة من دول إقليمية وعالمية وجماعات وأحزاب لا تريد لأمتنا وللمملكة الخير والنهوض أو مواكبة العصر لأحقاد تاريخية وعقدية، فهي تعمل جاهدة لإرباك مجتمعاتنا وضرب وحدتها ودق إسفين الطائفية بين أبناء الشعب الواحد ليتنازع الإخوة ويتقاتل الأحباب من أجل أوهام وخزعبلات ومظلوميات ليس لها صحة أو وجود ولكن خابوا وخاب مسعاهم وباءت أحلامهم بالفشل الذريع، فقد تحطمت مخططاتهم على صخرة الوطن والوطنية الحقيقية، وأثبت الشعب السعودي محبته وصدق انتمائه لوطنه وتمسكه بترابه وعبّر عن طاعته لقيادته، عندما لبى نداءها وبرهن عن ذلك من خلال الذود عنه بكل المواجهات وفي كل الجبهات غير عابئ بما يواجهه في لحظة المواجهة إن تطلب الموقف ذلك حاملاً بين جوانحه قلباً يعمره الإيمان بوطنه وبشعبه وبقيادته التي قدمت له الكثير والكثير، وما زالت تمضي قدماً في سبيل تقديم أفضل الخدمات والمشروعات التي تسهم في رفاهيته وتطوره، فقد أثبت المواطن السعودي بسالته وشجاعته في الحوادث والملمات ضارباً أروع الأمثلة بالتضحية والفداء في سبيل وطنه وأمته مسترخصاً دمه وروحه من أجل وطن يعمه الأمن والأمان وتحفه السكينة والاستقرار مروياً بدمه تراب الوطن ليفوح عبيراً تستنشقه الأجيال بكل فخر وعزة وتستذكره بروح تعانق عنان السماء مجداً وشموخاً، وهذا يا سيدي إن دل إنما يدل على تلاحم القيادة والشعب في كل الظروف والأحداث وهذا مدعاة فخر وعزة ومدرسة تنهل منها الأجيال الصاعدة وتتشرب معنى حب والوطن والذود عنه بالغالي والنفيس وتجلت هذه المواقف العظيمة والتاريخية وبرزت بكل جلاء ووضوح من خلال عاصفة احزم التي انتخت لها القيادة السعودية وتبنتها ممثلةً بشخصك الكريم الذي وضع المملكة ومقدراتها وطاقاتها تحت خدمة اليمن الشقيق وشعبه الذي هتف لك وحيالك من أجل تلبيتك نداء النخوة والعروبة والإسلام من أجل حق الجوار الذي اغتصبته قوى غاشمة وعميلة مدفوعة من دول إقليمية وأحزاب لتخريب هذا البلد وتمزيقه وتشتيت أهله ولكن هيهات هيهات لهم تحقيق هذا الحلم مادام مثلك حيًّا باقيًا، مستلاً سيف الحق والعدل يذود عن حمى وطنه وأمته هاهو اليمن يعود مرة أخرى يتحرر من دنس الأعداء محافظة محافظة ومدينة مدينة ومنطقة منطقة وهاهي الحكومة الشرعية ترجع إلى عدن لتدير تصريف الأمور وتسيير شؤون الدولة بحماس وقوة ونفسية عالية، بفضل من الله ثم منك سيدي، وبفضل ما قدمته المملكة تجاه هذا الشعب المكلوم وهذه المراكز الإنسانية والإغاثية التي بشرت بأمل جديد وحياة جديدة تضرب بأطنابها سهول اليمن وفيافيه أرضاً وسماءً تنشر الخير والطمأنينة وتبعث الأمل والتفاءل لقد قمت يا سيدي بعمل عظيم وجبار كتبه التاريخ بمداد من ذهب ودونته صفحاته الخالدة ليبقى عنواناً كبيراً تقرأه الشعوب التواقة إلى الحرية والانعتاق من الضلم والإستبداد ويبقى نبراساً نهتدي بهديه ونسلك طريقه ونقتفي أثره بكل أنفة وكبرياء لقد قمت بعمل هو معجزة القرن الواحد والعشرين عمل زلزل كل دول العالم وأذهلها بدقته وسرعته وتحقيق أهدافه دون خسائر تذكر كان عملاً بطولياً صرف أعاد للأمة هيبتها ومكانتها بين الأمم والشعوب وأحيى في نفوس الشباب العربي معاني الرجولة والشهامة والعزة والكرامة فقد أحس المواطن العربي بمعنى الحياة وأن يحيى بأمل وهدف وأن هناك قادة أمثالك تحميه من تكالب المحن والشدائد، سيدي إن الجماهير العربية اليوم من المحيط إلى الخليج يدينون لك هذا الصنيع وهذه الفعلة فقد أصبحت لهم المثل الأعلى والقدوة الأسمى في أحاديثهم ومسامراتهم وبين أبنائهم وأصبحت صورتك لا تفارق مخيلاتهم بل أؤكد لك سيدي أن من كان يمقت السياسة ويكرهها نتيجة لتردي الوضع العربي أصبح من المتابعين لها والمهتمين بشأنها والعاشقين لها بفضل المناخ الذي أحدثته وأجواء الفرح التي غمرت وسادت الوضع العربي بعد عاصفة الحزم المباركة هذا على صعيد المشاعر والأحاسيس سيدي أما ما نتطلع إليه ونتمناه هي الوحدة الخليجية التي انتظرناها طويلاً وما زلنا نتطلع إليها ونتحرق شوقاً إليها لنكون بها قوة وحصناً منيعاً وحرزاً لشوبنا وأبنائنا وضد كل ما يهدد استقرار أوطاننا أو زعزعة أمنها أو ضرب مصالحها أو محاولة الاستفراد ببعض دولنا وإغوائها تحت مسميات وعناوين وأحلام كاذبة خادعة ليس إلا استدراجاً لها لكي تقع في الفخ وفي المصيدة ومن بعدها تكون خاضعة ذليلة مستكينة لإرادة الغير أداة طيعة منفذة لأجندة خارجية أسيرةً لأمزجة وأهواء ثلة مجرمة منحرفة عن جادة الصواب والحق تريد إبقاءه تحت رحمتها مسلوب الإرادة والحرية والقرار كما أريد للبحرين الشقيقة الذي لولا الله ثم وقوف الشعب البحريني مع قيادته ووقفة الملك عبدالله المشرفة والتاريخية لضاعت البحرين ولعمري هذا لن يتم مادام أمثالك سيدي أحياء باقين وإخوانك قادة المجلس يعضدونك بعزيمة لا تلين وهمة لا تستكين، إن الذي يجمعنا ويربطنا سيدي أكثر من الذي يفرقنا ويشتتنا، تجمعنا العروبة والإسلام والعادات والتقاليد والموروثات والتاريخ والجغرافيا نعم نتشابه في كل شيء حتى في طقوسنا وشعائرنا ولهجاتنا وحراكنا الاجتماعي وحياتنا اليومية إذاً لماذا لا نتحد ونندمج وننصهر في قالب واحد.. نكون بها كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً يصعب اختراقه أو العبور من خلاله، آمالنا معقودة عليك بعد الله وعلى إخوتك بأن تطرحوا هذه القضية للنقاش وتسليط الضوء عليها وفتح آفاق النقاشات حولها من برامج ودعايات وأقلام وصحافة تتبنى هذه الفكرة وهذا المشروع نعيش سيدي في زمن التكتلات والمجموعات والتحالفات التي أثبتت اقتدارها وجدارتها وفاعليتها في الأحداث والملمات والشواهد على ذلك كثيرة وليست عنا ببعيد، فيد الله مع الجماعة وفي الفرقة والتشرذم المصائب والويلات على الدول والشعوب، سيدي ووالدي هم العظماء والكبار أمثالك من خلقوا للعظيم والجسيم من الحوادث والمهام نعم هم أهل العزم والهمة العالية والنية الصادقة نعم أمثالك هم القادرون على تحقيق ما تصبو إليه شعوبهم وما تطمح إليه أمتهم، كيف لا وأنت سليل رجل خلده التاريخ وأصبح علامة وضاءة في جبينه تتضاءل أمام إنجازاته إنجازات العمالقة على مر الدهور والعصور هو والدكم الملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه- سليل الأماجد الميامين الذي صنع من رمال الصحراء دولةً عصرية تنافس كبريات الدول العالمية سيدي ووالدي أعلم أنك سوف تتقبل هذه الرسالة برحابة صدر وعناية بالغة واهتمام كبير فهو المعلوم عنك هذا الشأن وكل ما يتعلق بهموم الوطن والمواطن والشعب العربي والمسلم. أدامك الله عزيزامعافى وأحاطك بسياج التوفيق وأسوار السداد.