إبراهيم الطاسان ">
كيف يوثق بالحوثي وأنصاره في فهم معاني القرارات الدولية ومآلاتها النهائية التي يساقون إليها في مؤتمر جنيف (جنيف 2) المزمع عقده، مع ما يتمتعون به من فنون الغباء المدلهم والجهل بمعنى إظهار حسن النية بممارساتهم لمصادرة الإعانات التي لم يسعوا إليها، بل أهديت لهم من منظمات الإغاثة والأغذية الدولية التي تتعمد إرسال الشحنات إلى الموانئ التي يسيطر عليها جماعة لا يمكن ان توصف إلا باللصوص وقطاع الطرق، رغم ان المنظمة وقعت اتفاقا مع مركز الملك سلمان بن عبد العزيز بما يقارب 165 مليونا. وليست المرة الأولى أو الثانية التي تسلم الإغاثة كهدية من السماء للحوثيين. مما يحيل بالظن ان المسؤولين بالمنظمة منحازون بأفكارهم وجهودهم نحو الحوثيين وأنصارهم، وآخر اهتمامات المنظمة حاجة المنكوبين. بدليل تعمدهم إرسال الإغاثة للمناطق الموبوءة بالحوثيين وأنصار المخلوع، بينما ميناء عدن العاصمة المؤقتة مؤمن وتحيطه السلطة الشرعية. كأن منظمة الإغاثة عميت أبصارهم، والصمم في آذانهم.
الحوثيون والمخلوع يظنون مؤتمر جنيف هدية أخرى يمكن ان يصادروا فيه حق الشعب اليمني في الحياة الكريمة، ليختار منهج حياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية وثقافته العربية بعيدا عن الثقافة الفارسية التي يسعى الحوثيون لوشم جزيرة العرب بها. وسوف يلعبون في جنيف كطفل الروضة، يمسك بالقلم فيقضمه ثم يتناول قلم الألوان فيلطخ وجهه وكفيه، فإذا شاهد وجهه في المرآة صرخ وبكي. ظنا أن أمه ممثلة في علي خامنئي بحكم ولايته الإلهية ستسارع إليه. إلا أن ظنهم سيخيب، وما بعد جنيف 2 إلا جيف الاثنين، لا مجال لتكرار جنيف أو غيرها. وان المصير المحتوم هو المؤتمر القادم. وارجوا ألا نصف أحدا بالغباء لثقته بالحوثيين والمخلوع، كما وثقت بهم منظمة الإغاثة الدولية وسلمتهم إغاثة الشعب اليمني المنكوب بحوثي انخلع من القيم والإِنسانية وحب الحياة. بشعاره الموت لأمريكا، الموت لليهود. شعار كذب فيه، وصدق لو قالها الموت لليمنيين.