اتفاق شامل على العديد من المسائل التي تلبي طموحات الشعب ">
الجزيرة - عوض مانع القحطاني:
أصدرت الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية المنعقدة في المملكة بيان الرياض الذي يحدد ملامح المفاوضات والمواقف الموحدة لفصائل المعارضة سواء في الخارج أو الداخل, حيث تضمن البيان العديد من الإجراءات والخطوات العملية التي تحدد مفاوضات المعارضة, حيث أكد البيان على العديد من المسائل التي تلبي طموح المعارضة قبل بدء أي مفاوضات.
وشدد البيان الذي تلاه في مؤتمر صحفي معالي رئيس الوزراء الأسبق والمعارض وأمـين عام الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية الأستاذ رياض حجاب على أن أي مفاوضات لن تكون إلا في صلب قرارات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وقرار جنيف (1) وهي ملتزمة برحيل بشار الأسد.
مشيداً بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي جمع شمل المعارضة السورية والجهود التي بذلتها المملكة للدفاع عن قضايا الشعب السوري والوقوف مع المعارضة السورية.
وقال حجاب في رده على سؤال لـ(الجزيرة) بأن المعارضة والشعب السوري والمقاومة على الأرض لن يتنازلوا عن مطالبهم مهما كانت الضغوط.. ولن ننصاع لأي ضغوط خارجية,
حيث قال حجاب بعد ترحيبه بوسائل الإعلام في كلمة له إن هذه الاجتماعات المتواصلة كان فيها أريحية بين المعارضة وكان الحضور متكامل الأغلبية الأعضاء وهناك من تغيب لعذر رسمي.. نحن ناقشنا في اجتماعاتنا خلال الأيام الماضية العديد من الأمور المهمة التي تتعلق بأمور الإتلاف السوري المعارض وتوحيد الصف المشـترك والقضايا التنظيمية الخاصة بالهيئة العليا للمفاوضات.
وكيف تنظم عملها في المرحلة القادمة وكذلك أجرينا تنظيم بتخصص منسق عام للهيئة العليا وانتخاب نائب ورؤساء المكاتب وكذلك تشكيل لجان في عمل الهيئة.. لجان تخصصية خاصة القضايا الثانوية والعلاقات الدولية والدعم والتفاوض ولجان للإعلام والمالية ولجان إدارية خصوصاً للعمل الإداري للهيئة.
وقال حجاب إن الهيئة استكملت معايير التفاوض ومعايير اختيار الوفود المفاوض ومحددات التفاوض وكذلك وضع استراتيجية للتفاوض خلال المرحلة القادمة.
وأكد بأن الهيئة العليا للمفاوضات ينبثق عنها العديد من القرارات منها بيان الرياض هذا البيان يتضمن ما تم الإتفاق عليه خلال انعقاد مؤتمر المعارضة يوم 9 - 10 من هذا الشهر.
وهي محددات وأساسيات العمل في هذه الهيئة العليا للمفاوضات.
مبيناً أن هناك العديد من المسائل التـي أكد عليها بيان الرياض وهي تعكس طموحات ومطالب المعارضة السورية في الخارج والداخل خصوصاً قبل بدء التفاوض وهي إجراءات مهمة لحسن النوايا والثقة من قبل الطرف الآخر.. ونحن نشعر إلى الآن بأنه ليس هناك شريك في موضوع إيجاد تسوية في سوريا، وأضاف بأن مؤتمر الرياض كان الخيار الأول بالنسبة لنا هو الخيار السلمي.. الخيار الذي يحقق الأهداف السورية ويحقق مرجيعة جنيف (1) وقرار مجلس الأمن الدولي (2118) الذي يطالب بتشكيل حكم انتقالي له كامل الصلاحيات بحيث لا يكون للأسد فيها أي دور إطلاقاً وهناك جوانب حسن الثقة والنوايا يلتزم بها الشريك المفاوض للتسوية سياسياً منها إطلاق سراح المعتقلين وخاصة النساء والأطفال وفك الحصار عن المدن والبلدات التي تعاني الويلات من همجية النظام والجوع والخوف في جميع أنحاء سوريا، كذلك وقف القصف بالبراميل المتفجرة التي حصدت أرواح الناس ودمرت الممتلكات وغيرها من الجرائـم بالإضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية.. وهـذه مطالب الهيئة العليا للمفاوضات للنظام الحالي، أيضاً هناك إجراءات يجب أن تتوقف وهي أن عـلى الجانب الروسي أن يتوقف عن ضرب المعارضة وضرب الشعب.. وكذلك المليشيات الإيرانية وحزب الله فهم شركاء في ذبح الشعب وتدمير البلد ومقدراته وهذا تدخل غير مقبول ومرفوض أن تأتي هذه المليشيات من كل حدب وصوب على أرض سوريا.. وهذه إجراءات يجب أن تتم قبل أي مسألة تفاوض.. نحن ناقشنا الرسالة التي بعث بها المبعوث الأممي لسوريا منستورا والتي تتعلق بالوفد التفاوضي وما يخــص العملية التفاوضية.. ونحن تلقينا ظهر أمس رسالة من المبعوث الأممي وقد عملت الهيئة العليا للمفاوضات كل ما هو مطلوب منها لحضور المؤتمر وتم اختيار مجموعة من الأسماء بعد تدارسها من قبل الهيئة.
الإجابة على أسئلة الصحفيين
عقب ذلك أجاب معالي رئيس الوزراء السوري السابق المنسق العام للهيئة العليا على أسئلة الصحفيين..
ففي سؤال عن رحيل الأسد واجتماعات نيويورك القادمة.. قال: لن نتدخل في عملية تفاوضية إلا على مبادئ جنيف (1)، والتي تطرق لها بيان الرياض.. وقرارات مجلس الأمن الدولي.. وكلها تؤكد على مرحلة انتقالية بدون بشار الأسد.. هيئة حقوق انتقالي تخول جميع الصلاحيات.. نحن ندخل المفاوضات على هذا المبدأ ولن ندخل أي مفاوضات غير ما أقر من المنظمات الدولية وما يتطلع له الشعب السوري.. ولن نتنازل عن أهداف الثورة والقرارات الشرعية الدولية.. ونحن نرى الشعب السوري يتعرض لأعنف المجازر بدون هوادة والإبادة من الطائرات الروسية ومليشيات إيران.. نحن يجب أن تكون هناك إرادة دولية وقرارات ملزمة تحمي النساء والأطفال والشيوخ وتحقق العدالة والإنصاف لشعب مظلوم من قيادة مجرمة.. حتى تنصاع لعملية التسوية والشعب السوري لن يتنازل على الإطلاق.
وحول محاكمة بشار الأسد قال رياض حجاب: لن نتنازل عن محاكمة رجل أباد شعبه وشرد الملايين، فهذا حق لنا أن نطالب بمعاقبة مجرم حرب.
وحول موقف الجامعة العربية من القضية السورية.. قال السيد رياض حجاب: سوريا عضو في الجامعة العربية.. وعضوة في منظمة المؤتمر الإسلامي ونحن نستغرب موقف الجامعة العربية.. التي يجب أن تتخذ موقفاً صارماً وحازماً من التدخل الروسي والإيرانـــي في سوريا.. كل الدول وقادتها يقول إن بشار الأسد فاقد للشرعية، فلماذا هذا الصمت والسكوت على هذه التدخلات وهذه المجازر. نحن نعيش حالة خذلان كبيرة من المجتمع الدولي وحتى من جامعة الدول العربية.
وحول سؤال آخر لـ(الجزيرة).. هل كل الفصائل المعارضة متحدين ومتفقين بعد بيان الرياض.. قال: نعم نحن متحدين ومتفقين.. ونحن نقدر ونثمن عالياً جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وكافة المسؤولين في وزارة الخارجية على جمع شتات هذه المعارضة واستضافتها في الرياض وتسهيل كل ما من شأنه نجاح هذا المؤتمر ونقدر وقوف المملكة إلى جانب الشعب السوري وقد كانت هناك نجاحات وحالات توافق كبرى في هذا الاجتماع على توحيد الصف.
وحول سؤال لـ(الجزيرة) عن هل المعارضة تتعرض لضغوط مـن المجتمع الدولي ومن دول معينة.. أجاب الوزير حجاب قائلاً: لن نقبل أي ضغوط أو إملاءات من أحد على قضيتنا وقضية شعبنا المظلوم ولن نتنازل عن القرارات الدولية وأهداف الثورة السورية واضحة والقرارات واضحة ونحن متمسكين فيها ولا تنازل عنها على الإطلاق ولن نقبل أي ضغوط.. العملية التفاوضية والسياسية نعتبرها معركة مصيرية لأنها تمشي في توازن مع ما يجري على الأرض. هناك أبطال ومجاهدين صامدين على الأرض ويدافعون عن الوطن والمواطن وعلينا أن نقف معهم بكل حزم في إبراز قضيتنا أمام العالم.. هناك تضحيات للجيش الحر والفصائل الثورية مقدر وسنعمل على نجاح ما يسعون إليه مع العمل التفاوضي لإسقاط هذا النظام.
وحول فترة زمنية للتفاوض، قال: نحن لا نريد فترات تفاوضية طويلة.. نحن نعمل على فك الحصار عن شعبنا, وقد تم الاتفاق على ألا تزيد المفاوضات عن 6 أسابيع.. وسوف نناقش هذا الأمر مع مبعوث الأمم المتحدة في مسألة الإسراع في حل هذه المشكلة عاجلاً.
وحول تغير الموقف الفرنسي من القضية السورية وكيف تنظر إلى ذلك.. أجاب السفير السوري للمعارضة في فرنسا السيد منذر قائلاً: الموقف الفرنسي من أفضل المواقف في الغرب، وهناك شواهد على تصريحات الفرنسيين عليها.. على أنه لا مكان لبشار الأسد.. مشيراً بأنه حصل بعض الغلط خاصة بعد تفجيرات باريس وخلق نوع من الارتباك.. ولكن أقول لكم إن فرنسا واقفة مع قضية الشعب السوري ولن تتنازل عما صرحت به.