عبدالمجيد محمد المطيري ">
ربما يختلف الأخ مع أخيه.. ويختلف العمل المكتبي عن العمل الميداني وقد تختلف وجهات النظر والآراء وحتى الأعمال والأفكار ومع هذا كله.. يبقى الاختلاف لا يفسد للود قضية.
من منطلق «للناس فيما يعشقون مذاهب» ومع اختلاف الأوجه والميولات الفكرية والعملية والعلمية يبقى مبدأ الود أساس لتعايش الاجتماعي. فقد تجد من يعمل عمل لا يعجبك أو لا يروق لك فتسأل نفسك..كيف لهذا أن يعمل مثل هذا العمل الذي تستنقصه أو تكرهه أنت! وقد يراك الغير كما تراهم.. فينظرون إلى عملك على أنه لا شيء! وأنت تراه كل شيء.
فكن على علم أن « للناس فيما يعشقون مذاهب».
وقد تجد من هو مولع بالشعر العامي ولا يطيق الشعر الفصيح والأدب النثري بمجمله من مقالة أو خاطرة أو ما شابه من مقتطفات أدبية.. وتراه فيما يحب مبدع في حفظه ونقله.. وهذا له مذهبه فيما يحب وفيما يكره. فلكل منا شيء يحبه.. فلا يمله ولا يستكثر عليه تعبه، بل منا من زاد ولعه وحبه بالأشياء إلى درجة كبيرة في قلبه.. وهذا أجمل ما يُقال فيه.. وللناس فيما يعشقون مذاهب. فلا تستغرب إن وجدت رجل يبذل كل وقته وجهده في عمل ربما تراه «شيء لا يستحق» أو «شيء تافه».
ولكنه يراه الأهم وهو ما يحبه وهذا يعود للنفس وما تهوى.. وله في هذا مذهبه.. فللناس فيما يعشقون مذاهب.
- جدة