سليمان بن ابراهيم الفندي ">
لم يكن أحد يتصور أن بريدة الحالمة الوادعة التي تتغنى برمالها الذهبية ونخلها الباسقات وأوديتها الجارية والمدينة التي يطرب بها كل شيء حتى الماء، لم يكن أحد يتصور أن تغرق بهذا الشكل ليشمل الغرق أحياء عدة وتعليق الدراسة ثلاثة أيَّام متتالية. وتغلق العديد من الطرق والشوارع. بل يغلق شريان بريدة الرئيس طريق الملك عبد العزيز.
ما كان لأحد يتصور هذا الأمر.. ولولا لطف الله لكان الأمر أعظم. صحيح قبل عشرين عاماً في عام 1415 للهجرة غرق مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة. وقبل عشرة أعوام غرق حي الإسكان، فكان الغرق في مكان محدود أما غرق بريدة في هذا العام فهو غير.
شلت الحركة الاقتصادية وأغلقت شوارع مهمة لأيَّام وكسدت بضائع وتجارة وعطلت مصالح بل عطل التعليم، لذا يجب على أمانة منطقة القصيم إعادة حساباتها والاهتمام مجدداً بالبنية التحتية ووضع مشروعات تصريف السيول صوب أعينها، إِذْ ليس من المعقول أن تجوب القوارب أحياء بريدة وشوارعها. فقد عهدنا القوارب للبحار وليست للبراري، وليس من المعقول تكسير الأرصفة لتصريف السيول، فنحن بحاجة إلى حلول دائمة وليست وقتية.
فيجب الأخذ بعين الاعتبار لحل مشكلة السيول ووضع النقاط على الحروف والدواء على موضع الداء. لن تجدي الحلول المؤقتة ولن يجدي البكاء على اللبن المسكوب.
لقد سمعنا أن بريدة غرقت قبل ستين عاماً. في عام 1376 يوم أن كانت البيوت طينية والشوارع رملية. يحدثنا عن ذلك الاباء والأجداد حتى ان تلك السنة يؤرخ بها (سنة الغرقة). كانت الإمكانيات في ذلك العام محدودة والأمور بسيطة. أما في هذا الوقت فالإمكانيات عالية ويصرف على البنية التحتية بالمليارات.
لقد وقف أمير منطقة القصيم على واقع السيول بنفسه وقال - رعاه الله - إن نسبة تصريف السيول ببريدة 15 في المئة فقط. وأوضح أن هناك قصورا من المجلس البلدي.
والآن يا أمانة منطقة القصيم ماذا أنتم فاعلون؟
- رئيس تحرير صحيفة وحي الإلكترونية