الأسس الثلاثة لتأديب أطفالنا ">
كتب د. مصطفى أبو سعد أن عملية التأديب لأطفالنا تقوم على أسس ثلاثة؛ لتصبح عملية إيجابية. وهذه الدعائم هي:
1 - التنظيم.
2 - التقليد والقدوة.
3 - البرمجة والإيحاء.
وننقل لكم هنا توضيحاً مختصراً لها:
أولاً - التنظيم:
يعدُّ التنظيم ضرورياً في حياة الطفل، ولاسيما في سنواته الأولى. إن الطفل يحترم ويقدر الوالد والوالدة اللذين يرسمان الحدود، ويصوغان الضوابط. والاحترام هو الطريق للدعامة الثانية (القدوة والتقليد). كما أن الطفل نفسياً يرفض ويكره ولا يحترم من يتركه دون حدود وضوابط، وهو يحترم كذلك تأديب والديه وتدخُّلهما وتعبيرهما عن عدم رضاهما عن سلوك معين أكثر من احترامه للتوبيخ والصراخ والتهديد، ولاسيما تلك التي لا تعتمد على أسس تنظيمية ومعايير واضحة. إن التنظيم يشبع حاجة الطفل إلى سلطة ضابطة، توجِّه سلوكه، وتضبط تصرفاته من خلال توازن ووسطية.
وينبغي ألا يتحول هذا التنظيم وتلك القواعد والضوابط إلى عامل يخنق الطفل، ويحد من قدراته، ويجعل منه شخصاً اتكالياً اعتمادياً على الغير. إننا نريد ضوابط تعين على الانطلاق، وتنمي جوانب الذكاء والإبداع لدى الطفل، وتكشف المواهب، وتعمل على تنميتها.
ثانياً - التقليد والقدوة:
التقليد أحد خصائص الطفولة الأساسية؛ إذ إن الطفل يأخذ الكثير من السلوكيات والقيم والمبادئ من خلال محاولة تقليده للآخرين. ولا نبالغ إذا قلنا إن الطفل كالأسفنج؛ يمتص ما حوله، ويتفاعل مع المحيطين به، من خلال تقليد سلوكهم وحركاتهم. وإذا كان الطفل يبرمج سلوكه ويبني اتجاهاته بنسبة 70 % عندما يصل السنة السابعة من عمره فإننا ندرك إلى أي مدى يأخذ من محيطه ويمتص من المحتكين به، وهذا ما أثبته رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث الفطرة: «فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه..» الحديث.
لذا مطلوب من الآباء أن يحسنوا سلوكهم، ولاسيما أمام أعين الأبناء. والأهم من هذا أن يكون الأب مصدر قدوة لابنه، ولاسيما في المراحل العمرية المتقدمة بعد السنة الخامسة فما فوق؛ فالإنسان جُبل على تقليد مَن يحب ومَن يكسب إعجابه.
ثالثاً - البرمجة والإيحاء:
نقصد به كل ما يدور في الحياة الأسرية من عمليات سلوكية ومشاعر نفسية، التي تنتقل تلقائياً للطفل. الأسر السعيدة تضفي سعادتها على الأبناء, والأب الإيجابي هو من يتقن الرسائل الإيحائية غير المباشرة، التي تتأصل في شخصية الطفل، وتنمو مع التربية والإيحاء المستمر. الإيحاء يعني زرع الطموح وحب النجاح والقوة في اتخاذ القرار وحرية الاختيار المنضبط والدفاع عن النفس وعن القناعات الذاتية.. ويعني الإيحاء كذلك إقناع الطفل، وبث المعاني الجميلة والصفات الإيجابية من خلال فن ممارسة الإيحاء الذاتي. مثلاً:
1 - تفضل يا ذكي..
2 - ابني مطيع لربه.. ولد صالح..
3 - ابني نظيف ومرتب..
الإيحاء يتم كذلك من خلال لغة الجسم لدى الوالدين. فالابتسامة الدائمة تضفي إيحاءً قوياً بالهدوء والطمأنينة لدى الابن، وتحقق لديه طمأنينة وسعادة ذاتية.