أشد الظلم الحيف على الزوجات، وسوء تربية البنين والبنات!! ">
بريدة - خاص بـ«الجزيرة»:
قال فضيلة الشيخ رضوان بن عبدالكريم المشيقح المحامي والمستشار الشرعي ومأذون الأنكحة بمدينة بريدة، إن من أشد أنواع الظلم وأعظمها في الإثم عقوق الوالدين، وقطيعة الأرحام، وقتل النفوس بغير حق الإسلام، والحيف على الزوجات، وسوء تربية البنين والبنات، والجور عليهم بتفضيل أحد على أحد بشيء من الميراث، أو وصية جائرة، أو غير ذلك مما يورث الإحن، ويوقظ الفتن، فكل ذلك من الظلم الذي حرّمه الله وتوّعد عليه بشديد العذاب.
كما أن من الظلم العظيم ظلم النفس بترك الواجبات، أو فعل المحرمات، أو التفوّه بالفاحش من الكلمات، فإن هذا ظلم لها بمباشرة هذه الأمور، فإن من فعل ما نهى الله عنه أو ترك ما أمر الله به عمداً فقد ظلم نفسه بتعريضها للعقوبات، التي توّعد الله بها المعتدين لحدوده، المخالفين لحكمه وشرعه.
وأشار إلى أن من أخطر الظلم ظلم الناس بمنع حقوقهم أو بخسها، والمماطلة في أدائها، أو التعدي عليهم في دمائهم وأموالهم وأعراضهم وسائر حرماتهم، فكل ذلك ظلم محرم موجب للإثم، قال -صلى الله عليه وسلم-: «كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه» رواه البخاري، وحين خطب -صلى الله عليه وسلم- الناس بمنى يوم النحر في حجة الوداع قال: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت».
وصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «الظلم ثلاثة: فظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره، وظلم لا يتركه»، فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك، قال الله تعالى: {إن الشرك لظلمٌ عظيمٌ} لقمان: 13]، وأما الظلم الذي يغفره فظلم العباد أنفسهم فيما بينهم وبين ربهم، وأما الظلم الذي لا يتركه الله فظلم العباد بعضهم بعضاً حتى يدبر -يعني يقتص- لبعضهم من بعض.