مندل عبدالله القباع ">
أولاً نحمد الله على نعمة الأمن والاستقرار، فالمملكة تنعم بواحة وافرة من هذا الأمن منذ توحد هذا الكيان لما يربو على (85) سنة، وهذا بفضل الله ثم بفضل موحد هذه الجزيرة الملك عبد العزيز- طيب الله ثراه- عليه سحائب الرحمة هو ورجاله الأوفياء الأشاوس الذين قطعوا الفيافي والصحاري من أجل هذا التوحيد، واستمر هذا الأمن والأمان ورغد العيش، حيث شمل جميع مناطق المملكة شرقها وغربها شمالها وجنوبها التي تعتبر شبه قارة، ولكن في السنوات الأخيرة واتساع العالم العربي و الإسلامي ودخول مذاهب مختلفة وخاصة المذهب الاثني عشري الخاص بالدولة الفارسية المجوسية ودخول حكم (الملالي) والثورة الخمينية منذ أكثر من (35 سنة) التي يسميها هؤلاء الحكام الثورة الإسلامية، والإسلام منها براء، بدأت بالمذهب الطائفي من أجل تصدير هذه الأفكار البالية، وخصصت لهذا المليارات، وشعبها يعاني من العوز والفقر والاضطهاد وخاصة الأحواز العرب في شمال إيران الفارسة، حيث زجت بعرب الأحواز في السجون والمعتقلات وبدأت بتصدير هذه الطائفية المقيتة إلى لبنان (حزب الشيطان) وسوريا والعراق التي احتلتهما بعد تسليم إيران لهذا البلد الذي أصبح عاصمة ثانية لدولة إيران ولم تكتف بذلك، بل اتجهت إلى مملكة البحرين وليبيا وتونس ودولة الكويت، وقد حاولت تصدير هذه الطائفية لدول الخليج العربية (ومنها المملكة العربية السعودية) بأسلوب الطائفية من أجل الإرهاب والتفجير، وقد اكتوت المملكة بهذه التفجيرات في شرق المملكة وجنوبها ووسطها فقتل من قتل وأصيب من أصيب. فأي دولة إسلامية هذه التي تقتل عباد الله وهم آمنون، راكعين وساجدين في بيوت الله. لكن المملكة- أعزها الله- وقفت لهذه الأعمال المتطرفة والطائفية وكرست جهودها الأمنية القوية حتى دحرت - بفضل الله - هؤلاء الإرهابيين الذين غُسلت أدمغتهم و أنفسهم وعقولهم وعطلت مخططاتهم في جميع مناطق المملكة.
أضف إلى ذلك اهتمام المملكة عالمياً حيث أسست وساهمت في المركز الدولي لمكافحة الإرهاب وتبرعت له بالملايين من الدولارات من أجل التكاتف والتعاضد دولياً لمكافحة هذه الظاهرة الإرهابية، وكان لهذا المركز الإيجابية في ذلك عالمياً، وما انعقاد (القمة الخليجية) السادسة والثلاثين لدول الخليج العربي التي عقدت في الرياض بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلا دليل على محاصرة هذا الإرهاب الذي يعتمد في أفعاله على الطائفية التي تبنتها دولة الفرس ( إيران) لأن الإرهاب لايعرف لا دينا ولا مذهبا ولا دولة. ذلك أن هناك إرهابا عقائديا وسياسيا وطائفيا بل إنه يعرف القتل والتدمير والتخريب. فالوقوف صفاً واحداً من دول الخليج العربية سوف يكبح ويردم هوة الإرهاب ومن ورائه حيث إن هذه الدول لها نشاط سياسي واقتصادي سابق في مكافحة التطرف والغلو والخروج على الحكام وتكفيرهم من هذه الفئة الباغية.
ونأمل أن تخرج هذه القمة الخليجية التي يقودها ملوك هذه الدول وأصحاب السمو الأمراء والشيوخ بتوصيات تشمل الأسرة التي هي محضن الأفراد حيث التربية والتنشئة الإسلامية الصحيحة لهؤلاء الأفراد، ليتربوا وينشؤوا على القيم والموروث المجتمعي الصحيح بحيث يكون هناك حصانة ذاتية لأنفسهم ومجتمعهم وولائهم لله ولرسوله و لدولتهم وأولياء أمورهم. كذلك لا ننسى دور المدرسة التي هي المجتمع الثاني لأفراد المجتمع التي هي محضن ثان للنشء يتغذى طلابه وطالباتها الأفكار البناءة, حتى يتربوا على عدم التطرف والغلو وأن يكون هذا الوسط المدرسي متسماً بالوسطية في كل شيء بداية من العبادة والتعامل مع الآخرين من أفراد المجتمع والأسرة عملاً بقوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً). كذلك يجب أن تمتد هذه الجهود للدعاة وخطباء المساجد بحيث تكون جهود هؤلاء الدعاة دعائم محببة وأن يقتربوا من هؤلاء الشباب في جميع أماكنهم وتجمعاتهم في مقاهيهم واستراحتهم حتى لا ينفرون منهم بأسلوب محبب بحيث يتقبلون منهم النصح والإرشاد وألا ينكروا عليهم أفعالهم وسلوكهم، ولو كان ذلك مخالفا لقيم المجتمع حتى لا يكون هناك غلظة وجفاء بين الطرفين، بل عليهم استخدام أسلوب الإقناع الذي يعتمد على الجمع بدون التركيز الفردي على بعض منهم.
وأخيراً نقول: إن الإعلام له دور مؤثر وكبير سواء في ذلك المقروء والمسموع والمنظور، إذ لابد من وجود إعلام محبب ووسطي مقبول من الجميع رجالاً ونساءً وشباباً وشيوخاً إذا إنه يستحوذ على وقت الكثير منهم.
حفظ الله مملكتنا الحبيبة وكفاها الله من شركل حاقد وحاسد، لأننا في نعمة أمن وأمان ورغد العيش يحسدنا عليه الكثير بقيادة قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -أطال الله في عمره- وألبسه ثوب الصحة والعافية هو وسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز (رجل الأمن الأول) وسمو ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وطن لا نحميه لا نستحق أن نعيش فيه