الأمير محمد بن سلمان في المؤتمر الصحفي شجاعة وثقة وفراسة ورثها عن والده ">
الجزيرة - محمد السنيد:
بعد سنين عجاف ذاق فيها العالم الإسلامي مرارات الإرهاب وجرائمه، وبعد أن كبس بعض المتشددين على صدر معظم دوله عاملين فيها أنيابهم القاطعة ومخالبهم الحادة، وراح ضحية ما اقترفوه من عدوان آلاف الضحايا الأبرياء.. كان لا بد من وقفة حازمة، ومواجهة صارمة تنزل بشدة على من يتاجرون بالدين ويستحلون دماء الشعوب، وتكشف أوراقهم وأوراق من يقفون خلفهم بالدعم أو الإيعاز.
ولقد أثلج صدري وصدر كل مسلم إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في المؤتمر الصحفي الذي عقده بقاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض، مساء الاثنين 3 ربيع الأول الموافق 14 ديسمبر 2015م، عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري من 34 دولة إسلامية، ومقره الرياض، لمحاربة الإرهاب والتطرف الفكري والعسكري وكافة تنظيماته، والتصدي للمخططات الشريرة التي تحاك لتفكيك وحدة المسلمين بتشويه صورة الدين الإسلامي وسماحته، وإثارة الفتن في دول العالم العربي بشكل خاص والعالم الإسلامي بشكل عام؛ انطلاقًا من التوجيه الرباني الكريم: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).
فالإرهاب وجرائمه الوحشية من إفساد في الأرض وإهلاك للحرث والنسل محرم شرعًا ويشكل انتهاكًا خطيرًا لكرامة الإنسان وحقوقه، ولا سيما الحق في الحياة والحق في الأمن، ويعرض مصالح الدول والمجتمعات للخطر ويهدد استقرارها، ولا يمكن تبرير أعمال الإفساد والإرهاب بحال من الأحوال، ومن ثم فينبغي محاربتها بالوسائل كافة، والتعاضد في القضاء عليها لأن ذلك من التعاون على البر والتقوى، وتأكيد على مبادئ وأهداف ميثاق منظمة التعاون الإسلامي التي تدعو الدول الأعضاء إلى التعاون لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وترفض كل مبرر أو عذر للإرهاب، وتحقيقًا للتكامل ورصّ الصفوف وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب الذي يهتك حرمة النفس المعصومة ويهدد الأمن والسلام الإقليمي والدولي، ويشكل خطرًا على المصالح الحيوية للأمة.
إن المملكة بما تتمتع به من حكمة وبعد نظر كانت السباقة لنبذ التطرف والعنف وتجفيف منابع الإرهاب ومحاربته، ولها الصدارة في تشكيل مثل هذه التحالفات وإطلاق المبادرات والاقتراحات.. تواصل مسيرتها على هذا النهج السليم في ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظهم الله-.
لقد جاء ظهور الأمير محمد بن سلمان لأول مرة في مؤتمر صحفي، وكان وقوف سموه، أمام منصة المؤتمرات الصحفية في قاعدة الملك سلمان الجوية بحضور عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين، بكل شموخ ووقار تجسد في سرعة بديهته وإجاباته المقنعة على أسئلة الصحفيين، التي حملت الكثير مما يتمتع به من ثقافة واسعة وفراسة واضحة، على غرار ما عليه والده في أحاديثه وخطبه ولقاءاته مع وسائل الإعلام.. وإجابات مختصرة ومعبرة وشفافة استقاها من منهج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-.
وكم سعدت في نهاية اللقاء عندما تشرفت بالسلام على ولي ولي العهد، وطلبت من سموه صورة تذكارية معه تجمعني وزملائي الإعلاميين وكل من كان في قاعة المؤتمر.. وقد رحب سموه وترك مساحة أطول من الوقت لعدسات المصورين لالتقاط الصور.