قرأت ما كتبه أحد الإخوة لصفحة الرأي بتاريخ 22-2-1437هـ بخصوص حالات الغرق التي شهدتها بعض مدننا العزيزة، ومنها مدينة بريدة غالية القصيم التي شهدت مثل هذا الغرق للمرة الثالثة في السنوات الأخيرة، وقد عزا الأخ الكاتب ذلك إلى المخططين هداهم الله الذين لم يراعوا المسارات الطبيعية التي خطها المولى سبحانه في الأرض لتجري السيول من خلالها بشكل انسيابي ... الخ. ولا نريد لغاليتنا بريدة أن تحزن فهذا قدرها أن وجدت في هكذا منخفض من الأرض، يلحظه كل قادم إليها من جهاتها الأربع وهو منخفض واسع جداً ومترامي الأطراف، وكان حتى سنوات قريبة يحتضن في جنباته الواسعة كل ما ينحدر إليه من السيول ويمتصها، خلال المسام الطبيعية التي أودعها المولى سبحانه في طبقات التربة الأرضية، إلا أن زحف الأحياء السكنية على مساحات واسعة من هذا المنخفض تسبب في إغلاق مسام الأرض وفي ارتداد تجمعات المياه إلى المواضع الأكثر انخفاضاً وهي وسط المدينة، فكان من الطبيعي حدوث هذه الحالة من حالات الغرق التي تصاحب هطول الأمطار بكميات غزيرة. وهي رؤية اجتهادية أسوقها للتخفيف من حدة اللوم على المخططين الذين كانوا في الأصل يخططون في منخفض من الأرض محاط بالارتفاعات الطبيعية والكثبان الرملية. ولعلها تكون حادثة الغرق الأخيرة استناداً لما شاهدناه من اهتمام سمو الأمير ووقوفه بنفسه على حجم الأضرار ومعاتبته الصريحة لأعضاء المجلس البلدي ببريدة، والتي نرجو أن يعيها غيرهم من أعضاء المجالس البلدية الأخرى.
اهتمام كبير بحجم المشكلة يجعلنا نقول بكل ثقة - بريدة لا تحزني - وهي ذات العبارة التي عنونت بها إحدى الأخوات مقالها المنشور في وجهات نظر في ذات العدد، على أثر هذه الحادثة مشيدة بجهود سمو الأمير الإنسان الذي رمى خلفه - ثقافة البشوت - وأصبحنا نراه في مواقع المشاريع المتعثرة وفي منتصف الليل يتفقد المستشفيات، وها هو يتنقل بين المواقع المتضررة من هذه الحادثة ...الخ، جزاه الله خيراً وجعل ذلك في ميزان حسناته وأكثر من أمثاله، وأحسب أن مثل هذا الدعاء أغلى على سموه من أي مديح حفظه الله ووفقه وأدام لنا وجوده، نقول هذا من مشاعر ودية صادقه ومن منطلق:
وقيدت نفسي في ذراك محبة
ومن وجد الإحسان قيدا تقيدا
- محمد الحزاب الغفيلي