التحالف الإسلامي العسكري خطوة في الاتجاه الصحيح ورسالة قوية لأعوان الشيطان ">
الجزيرة - المحليات:
هنّأ باحث متخصص في الشؤون الإسلامية الأمة الإسلامية بالإعلان عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب مقرّه «الرياض» من 34 دولة وهي تشكّل أغلبية العالم الإسلامي، وحينما تقوم المملكة العربية السعودية بمثل هذه المبادرات الشجاعة لأنها تعي دورها الإسلامي الكبير باعتبارها رائدة العمل الإسلامي، ومهبط الوحي، ومنبع الرسالة، وحاضنة للحرمين الشريفين. ولا غرابة في ذلك فجهودها وأعمالها الخيّرة المباركة في خدمة الأمة الإسلامية وقضاياها انتشرت في كافة أصقاع المعمورة ولا ينكرها إلا جاحد أو حاقد.
وبارك المستشار والباحث في الشؤون الإسلامية والاجتماعية الأستاذ سلمان بن محمد العُمري الخطوات الحثيثة والجادة التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله، وما هذا التشكيل إلا خطوة في الاتجاه الصحيح لأن كل دولة إسلامية تحارب الإرهاب بشكل منفرد، وأنه لمن الأهمية بمكان توحيد الجهود والتعاون بين الدول الإسلامية للتصدي للإرهاب واجتثاثه من جذوره، كما أن ذلك يأتي وفقًا للتعاليم الشرعية الرامية إلى التعاون، قال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، وديننا الإسلامي الحنيف يحرم الإرهاب بكافة أنواعه ومختلف جرائمه وهو رسالة شديدة اللهجة لأعوان الشيطان، كما أن هذا التحالف سيسهم ـ إن شاء الله ـ في محاصرة الإرهاب والقضاء على بؤره.
وقال الأستاذ سلمان العُمري: إن الإرهاب قد تمارسه مؤسسات، وأحزاب، وطوائف، وعرقيّات، ومن قصره على طائفة أو عرق فقد أخطأ. فالإرهاب لا يرتبط بأيديولوجية معيّنة، ولا بظرف مكاني، أو زماني محدّد، ولا يرتبط بلون أو جنس بشري، أو حضارة بعينها، والأحداث الدالة على أن الإرهاب لا دين له ولا وطن، كثيرة ومتعددة، فليس هو وليد الساحة العربية والإسلامية، بل إن دولاً في الشرق والغرب تجرّعت كأس الإرهاب والتطرف.
وأثنى العُمري على ما أعلنه الأمير محمد بن سلمان على أن التحالف الإسلامي العسكري سيحارب الإرهاب عسكريًا وفكريًا وإعلاميًا إضافة إلى الجهد الأمني الرائع حاليًا، وهي خطوة صائبة جدًا، ومؤشر قوي لنجاح ذلك، ومن هنا يتّضح لنا أهمية الأمن الفكري وأنه مطلب مهم في حياة المجتمعات، ومن المعلوم أن للأمن جوانب متعددة منها الاجتماعي، والبيئي، والاقتصادي، والفكري، ولكن الأمن بمفهومه الشامل من الأمور الضرورية واللازمة لصالح الدين والدنيا، وإذا كانت الجوانب المتعددة للأمن بمختلف أنواعها محدودة في مجالها، فإن أخطرها بلا شك هو الأمن الفكري، الذي يؤثر على جميع جوانب الحياة، فهو بمنزلة الرأس للجسد والقلب الذي أن عطب بقية الجسم، وإن أصيب بالوهن أصيب سائر الجسد بالوهن والضعف، وعندما يواجه المجتمع ـ أي مجتمع ـ خللاً أو انحلالاً فكريًا، فإن المجتمع سيعاني من هذا الخلل أو الانحلال، فقد يفضي هذا الخلل الفكري إلى الغلو والإرهاب والهدم مهما كان مصدر هذا الفكر، سواءً ارتبط بالدّين أو بغيره.