عبدالعزيز العيسى ">
إنه الطموح والتحدي في طلب النجاح، والإضافة لمشواره التعليمي أو في حياته الخاصة. أذكر قصه لأحد المعلمين، سمعتها ذات مرة. كان أحد المعلمين قد تم نقله إلى مدرسه أخرى قريبة من محل إقامته، وقد اختار تلك المدرسة، وجاءه الكثير من أصحابه يقدمون له النصح بعدم الموافقة أو القبول بهذه المدرسة؛ والسبب أن المدرسة سُمعتها متدنية جداً بتدني مستواها التعليمي بين المعلمين والطلبة على حد سواء. اعتقدوا أن هذا السبب سيثنيه عن قراره، لكنه بإصرار وتحدٍّ قَبِل بتلك المهمة. ومن أول يوم دراسي، وخلال أسبوع، وجد المعلم كل شيء كما وُصف له من قبل.. وجد فوضى تعم المدرسة، وأن الانضباط شبه معدوم، وقد اعتاد المعلمون والطلبة على مثل هذا الأمر.. لكن هذا المعلم أبى إلا أن يغيّر من واقع الحال.
طلب من مدير المدرسة أخذ إذن من إدارة التعليم لعقد محاضرة مع أولياء الأمور والطلبة. المدير قابل الأمر بالرفض، لكن المعلم أصر؛ وتم عقد الاجتماع، ووجد قليلاً ممن حضر من أولياء أمور الطلبة؛ لأن الأكثرية من الطلبة وجدهم أيتام الأبوين..!
ومع تحركات المعلم المثمرة وجهوده المباركة جعل اليتيم يشعر بالأبوة المفقودة؛ ما جعل من المدرسة مثالاً لجميع المدارس، وأخذت المركز الأول في الانضباط والجدية على مستوى المحافظة.
العمل الشريف الذي فيه طلب لرضا الله قبل كل شيء يوفقه الله.
إذاً، المسؤولية التي تقع على عاتق المعلم عظيمة، والمهمة التي يحملها جسيمة، وهي رسالة التعليم، وليس الحضور والانصراف هو الانضباط كما يوهم البعض نفسه، أو ينتظر آخر الشهر ليستلم مرتبه.. على الأقل قدِّم عملاً نظير ما تأخذه من مرتب، وإن كنت أيها المعلم مقصراً في عملك التعليمي فربما أنت في المكان الخطأ..! إذ إن أحد أسرار النجاح الطموح والجد وفتح باب الحوار وتقبُّل الآخر واحترامه وتقديره دون التقليل منه.
كم فقدنا من طالب متميز بدراسته بسبب تهاون منه شخصياً أو لسبب آخر من قِبل بعض المعلمين.. فحاول أن تترك أثراً أو بصمة طيبة، تتذكرها الأجيال.
إذاً، أيها المعلم كن على قدر وعظم المسؤولية، فلولا هؤلاء الطلاب ما كان هذا هو مصدر رزقك! فكن قدوة لتلميذك بتقديرك له.
وتأكد أنك سوف تراه أمامك يوماً ما سيذكرك، ولكن إما أن يسأل الله لك خير الجزاء، أو بغيره..!
قال تعالى: وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّه عَمَلَكُمْ وَرَسُولُه وَالْمُؤْمِنُونَ التوبة - 105.
- العيون