فاطمة عبدالرحمن التميمي ">
بعد خمسة عشر عاماً من ممارسة التعليم، ما زالت هدى تعاني من بعض المشكلات الفنية في مهنة التدريس، وإحساساً منها بالمسئولية تجاه رسالتها العظيمة كمعلمة، رأت مشاركة ما يقلقها ويؤرقها من مشكلات وعقبات معي - مشرفتها التربوية - لعلها تجد ما تهتدي به لتوجيه مسيرتها في مجال التعليم. وصادف أن كان لقائي بها بعد حضوري للمؤتمر الأول للتقويم في المملكة العربية السعودية، وأيماناً مني بأهمية دور المشرف التربوي واستشرافاً لدور هيئة تقويم التعليم الريادي تجاه بناء نظام تعليمي عالي الجودة وصناعة المعرفة من أرض المعرفة، وجهت المعلمة هدى لمنصة «معلمونا»، والتي كان لها دور كبير في تعرفي على ما تقوم به الهيئة وخاصة في بناء المعايير المهنية للمعلمين. شاركت المعلمة في تعبئة الاستبيان واطلعت على كثير من محتوى المنصة فكان لقائي الثاني بها مختلفاً، حيث بدأت تتساءل بشكل أكثر وضوحاً وبلغة أكثر مهنية عن معايير عملها وكيف توظف ما اطلعت عليه من معايير لتنمية قدراتها كمعلمة.
منذ زمن ونحن نحاول توصيف مهنة التعليم بمجالاتها كافة، ونتخبط في رسم مسارات التنمية المهنية للمنتمين لمجال التعليم، ببساطة لأن المعيار غير محدد، والهدف تكتنفه الضبابية. لذا ومن منبر الإشراف التربوي نطالب بضرورة تطبيق معايير ورخص المعلمين، إيماناً منا بدورها الإيجابي في رفع جودة الأداء المهني للمعلمين والمعلمات، وضمان أعلى مستوى من المخرجات التعليمية، وهذا يأتي متوافقاً مع ما يسعى له الوطن وتتجه له كل قطاعاتها بما فيها التعليم في الآونة الأخيرة من الاهتمام بقضايا الجودة والتقويم والقياس الكمي والنوعي لمؤشرات الأداء، وبرأيي هذا ما تدعمه أولياً هيئة تقويم التعليم.
وابتدأ بالمعلمين حيث تصنع الهيئة المعايير وتنميها لتخرج لنا معلماً ذا كفاءة عالية ويتميز بالصفات المأمول منه أن يكون عليها من صفات شخصية ومعرفية ومهنية وبناء المتطلبات التي تجعله قادراً على دخول المجتمع التعليمي بقوة والاستمرار فيه بفاعلية سواء كانت في قدرته على استخدام نظريات التعلم وتطوير طريقته في التدريس من خلالها، أو تفعيل إستراتيجيات التدريس الحديثة وإستراتيجيات التعلم النشط بما يناسب الدروس العملية والنظرية, كذلك الاضطلاع بدوره القيادي كمعلم أول في المدرسة وتوجيه بقية المعلمين بما يراه مناسباً في مجال التعليم ومجال التخصص كمشرف مقيم داخل المدرسة.
مشرفة تربوية - أخصائية تقويم بوزارة التعليم