الجزيرة - واس:
استقبل سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في مقر رئاسة البحوث العلمية والإفتاء بالرياض أمس معالي نائب وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري.
ونوه سماحته في بداية اللقاء بالدور الذي تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية في خدمة بيوت الله، والدعوة إلى دينه، وقال: إن وزارة الشؤون الإسلامية وزارة عريقة تحوي المساجد، والأوقاف، والشؤون الإسلامية، والدعوة والإرشاد فهي وزارة ذات شأن كبير، تتعلق بالعبادات والصلوات الخمس، والدعوة إلى الله، والخطباء، والمؤذنين والإشراف عليهم، وهذا كله من توفيق الله لهذه الدولة فعملكم عمل جيد، وعمل واسع يحتاج إلى إخلاص لله قبل كل شيء، ثم التعاون فيما بينكم، وارتباط وثيق بين الموظفين والمسؤولين.
ومضى سماحته يقول: إن معالي وزير الشؤون الاسلامية له قدم سابق وأثر طيب، وكذلك التعاون بين الموظفين، والتعاون بين فروع الوزارة، فالوزارة لها فروع منتشرة في المملكة كلها، لابد من القيام به حق القيام، لا بد من النظر والتأمل فيها، لابد من الإصلاح ولا بد من الارتقاء به على مستوى المسؤولية، فالخطباء بحاجة إلى من يوجههم وإلى من ينصحهم، ويرتقي بهم ويوجههم أعظم التوجيه؛ لأن الخطيب إذا تكلم بشيء وهو يعتقده كان خيرا من أن يتكلم بشيء وهو لا يعتقده، فلابد أن يوجه فكره ورأيه إلى أن تكون خطبته هادفة نافعة للمجتمع، ومعالجة قضاياه من غير شذوذ، ومن غير خروج عن المنهج المستقيم، ولا بد أن يفهم أئمة المساجد مسؤوليتهم، وأن المساجد أمانة في أعناقهم يجب أن يحافظوا عليها ويعتنوا بها. والدعاة وتوزيعهم في أنحاء المملكة، وتزويدهم بالعلم النافع لينشروا الدعوة إلى الله على علم وبصيرة فإن الدعاة إلى الله كثيرون وهم بأمس الحاجة إلى التوجيه والإرشاد والتعليم والتثقيف ليؤدوا هذه الرسالة بأمانة وإخلاص، ولتكون دعوة صالحة نافعة مؤثرة - إن شاء الله-.
واسترسل سماحته يقول: ولا شك أن هذه الوزارة بثقلها العظيم تحتاج إلى تعاون فيما بينها، ثم تعاون المواطنين معها أيضا بإمدادها بكل ما يمكن القدرة عليه؛ لأن هذه الوزارة وزارة حساسة مهمة فيها أشرف العبادات وأجلها وهي الصلوات الخمس، فيها الدعاة والدعوة إلى الله، فيها الشؤون الإسلامية على اختلاف أنواعها في العالم الإسلامي، فنحن في أمس الحاجة إلى الشؤون الإسلامية وأنشطتها في الداخل والخارج؛ لنقابل الزحف الهائل من هذه الترهات والخرافات والضلالات التي تواجه بلادنا، وتواجه أمننا واستقرارنا، لابد أن نواجهها بدعاة وشؤون إسلامية قوية ليكون أثرها فعالا في بلادنا، وفي خارج بلادنا من مساجد ومراكز إسلامية لتؤدي دورها الفعال -إن شاء الله- في إصلاح المجتمعات، وتوضيح الإسلام لهم.. أرجو لكم التوفيق والسداد في أعمالكم - إن شاء الله -.
بعد ذلك ألقى الدكتور توفيق السديري كلمة عبر فيها عن شكره لسماحة المفتي على هذه التوجيهات وهذه الكلمات الناصحة التي خرجت من قلب صادق، وقال معاليه: إن سماحة الشيخ عبدالعزيز - وفقه الله- ، وأصحاب المعالي والفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء هم مرجعيتنا في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ومعالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ دائماً يوجهنا بالرجوع لسماحتكم، ولأصحاب الفضيلة المشايخ في جميع الأمور العلمية والشرعية، ونحن في هذه الوزارة وغيرها من الجهات الشرعية في المملكة نمثل منظومة واحدة، وهذه البلاد ولله الحمد بلاد قامت على كتاب الله، وعلى سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وعلى أساس من الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، منذ أن تعاهد الإمامان الإمام محمد بن سعود، والشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمهما الله- إلى عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، ثم أبناؤه من بعده إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- ودائماً هذه البلاد سياستها ومنهجها ونظامها الأساسي يهتم بشأن الدعوة إلى الله، وشأن بيوت الله، وهذه الوظيفة إضافة إلى كونها وظيفة إدارية وإشرافية أيضا هي وظيفة شرعية تُشَرِّفُ من يقوم بها..نسأل الله سبحانه وتعالى أولاً أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يرزقنا حسن المتابعة لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وأن نقتدي بعلمائنا الأفاضل وولاة أمرنا، وأن نكون دائما عند حسن ظنهم، وأن نقدم ما فيه خير هذه البلاد، وإلى ما يطمح إليه ولاة الأمر - حفظهم الله- وما يطمح إليه علماؤنا أيضا في هذا المجال.
من ناحية أخرى، قام معالي الدكتور توفيق السديري بزيارة لمعالي عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الدكتور صالح بن فوزان الفوزان في مقر مكتب معاليه في رئاسة البحوث العلمية، حيث قدم التهنئة للدكتور السديري بمناسبة صدور الأمر الملكي الكريم بتعيينه نائباً لوزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد، وأسدى الدكتور الفوزان مجموعة من النصائح والتوجيهات للدكتور السديري في مجال عمله.. سائلاً الله له التوفيق والسداد.