اليمين المتطرف يفشل في قيادة فرنسا لانتخابات 2017 ">
باريس - أ ف ب:
فشل اليمين المتطرف أمس الأحد في الفوز بأي من المناطق الفرنسية خلال آخر اقتراع يجري قبل الانتخابات الرئاسية عام 2017 رغم تقدمه التاريخي في الدورة الأولى قبل أسبوع بعدما تكتلت الأحزاب التقليدية لمنعه من الفوز.
وهذه النتائج الأولية تشكل نكسة كبرى لأبرز ثلاث شخصيات في حزب الجبهة الوطنية رئيسته مارين لوبن الخاسرة في الشمال وابنة شقيقتها ماريون ماريشال-لوبن في الجنوب وفلوريان فيليبو المخطط الاستراتيجي للحزب في الشرق.
وبحسب التقديرات فإن اليمين فاز بخمس مناطق على الأقل فيما حقق اليسار انتصاراً في ثلاث من أصل إجمالي 13 منطقة.
واعتبر رئيس الوزراء الفرنسي الاشتراكي مانويل فالس أمس الأحد أن (خطر اليمين المتطرف لا يزال قائماً في فرنسا) رغم فشل حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف.
ورغم إشادته بالنتائج أكد أنها لا تبعث على (الارتياح أو الشعور بالانتصار لأن خطر اليمين المتطرف لا يزال قائماً)، مذكراً بتقدم الجبهة الوطنية غير المسبوق في الدورة الأولى من انتخابات المناطق.
من جهتها، أكدت مارين لوبن، مساء أمس الأحد، أن (لا شيء سيتمكن من إيقاف تقدم اليمين المتطرف، لا شيء سيتمكن من إيقافنا) ونددت بالنداءات التي دعت إلى صد تقدم حزبها وبـ(الانحرافات والمخاطر المتأتية من نظام يحتضر).
من جهته، قال الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي زعيم المعارضة اليمينية إن هذه النتائج (يجب ألا تجعلنا تحت أي ذريعة ننسى التحذيرات)المتأتية من الدورة الأولى.
وبحسب الخبير السياسي جان-ايف كامو، فإن نتيجة الدورة الثانية (تؤكد وصول الجبهة الوطنية إلى طريق مسدود؛ فقد حقق الحزب نتيجة ممتازة في الدورة الأولى لكنه عاجز عن الذهاب أبعد).
وترجح معاهد استطلاعات الرأي بالنسبة لانتخابات العام 2017 أن مارين لوبن ستصل إلى الدورة الثانية بعد تصدرها نتائج الدورة الأولى. وأعيد ترسيم المناطق الفرنسية الـ13 العام الماضي ليصبح حجمها أقرب إلى حجم المناطق الألمانية وتصل موازنتها الإجمالية إلى 29 مليار يورو سنويا.
وكانت الجبهة الوطنية تراهن على رفض الأحزاب التقليدية غير القادرة على حل الأزمة الاقتصادية، والخوف الناجم عن الاعتداءات التي نفذها متطرفون في باريس في 13 نوفمبر، وأوقعت 130 قتيلا.
وحذر رئيس الوزراء الاشتراكي مانويل فالس من حصول حرب أهلية إذا وصل حزب الجبهة الوطنية إلى السلطة.
وكانت مارين لوبن قد وعدت بـ(تحويل حياة الحكومة إلى جحيم) في حال الفوز في الشمال.
وفي السادس من ديسمبر، حققت مارين لوبن وابنة شقيقتها ماريون ماريشال-لوبن في الشمال (شمال بادو كاليه/بيكاردي) والجنوب الشرقي (بروفانس/آلب/كوت دازور) أفضل نتائج للجبهة الوطنية بحصول كل واحدة على أكثر من 40 في المائة من الأصوات.
وحزب الجبهة الوطنية الرافض لأوروبا والمعارض لاستقبال مهاجرين يترأس نحو عشر بلديات في فرنسا لكنه لم يحكم أي منطقة أبدا.
وتأسس عام 1972 وترأسه منذ 2011 مارين لوبن التي نجحت في تقديم (صورة مختلفة) عن الحزب الذي ساهم والدها جان ماري لوبن في تأسيسه وعبر التخلي على الأقل جزئياً عن ناشطين معادين للسامية ولمثليي الجنس.
وحتمت عملية إعادة تنظيم الحزب هذه إبعاد والدها الذي كان يثير فضيحة تلو الأخرى بتصريحاته المعادية للسامية وهجماته على المهاجرين.