كتب - فهد السميح:
واصل السيد دونيس مدرب الفريق الهلالي تقديم الهدايا لمنافسيه من خلال طريقة اللعب التي ينتهجها، والتي قد يكون احتاج إليها في مرحلة سابقة لظروف مر بها الفريق، وهذا لا يعني الاستمرار عليها في ظل وجود المعطيات التي تنجح أي مدرب متى ما اختار الطريقة والتشكيلة المناسبة، والابتعاد عن الفلسفات التي أخرجت الهلال من نصف النهائي الآسيوي، وأفقدت الفريق الأزرق ست نقاط مهمة في الدوري أمام الاتحاد والأهلي، كانت في متناوله لو تعامل دونيس بمثالية، وابتعد عن التعنت بإصراره على طريقة وتكتيك وتشكيل من الصعب أن يقارع بها الفرق المنافسة؛ فالطريقة التي ينتهجها الروماني وهي 5/ 3/ 2 أصبحت مكشوفة لجميع الفرق؛ إذ يكون الاعتماد في هذه الطريقة على لاعبي الأطرف، ومتى ما أغلقت عليهم المنافذ الهجومية يصبح فريقه في مأزق، خاصة أن أغلب اللاعبين الذين يملكون الحلول لم يتم توظيفهم كما يجب، إضافة إلى أن البعض الآخر حبيس الدكة. فمن غير المعقول نقل الكابتن سعود كريري من مركز المحور الدفاعي لمركز الليبرو، وهو اللاعب الخبير في مركز المحور، وأفضل من يجيد الأدوار الدفاعية من بين لاعبي الوسط. والأدهى والأمرّ الإصرار على قيام سلمان الفرج بدور المحور الدفاعي، وهو الذي يفتقد أبرز مهام هذا المركز، وهي افتكاك الكرة من الخصم، فضلاً عن تهوره باحتفاظه بالكرة في مناطق خطرة على مرمى فريقه، وكثيراً ما تسبب في إحراج فريقه، ولعل آخرها الهدف الثاني الذي ولج مرماه أمام الأهلي. الفرج قدراته تحتم أن يتحرر للأمام، واللعب أمام المحور أو الوسط الأيسر، وهي المراكز التي توافق قدراته، شريطة أن يترك التعالي على الكرة الذي يمارسه. كما أن وجود ديقاو وكواك أفضل قلبي دفاع في الدوري السعودي يفرض اللعب بأربعة مدافعين، وأمامهم كريري، وبجانبه أي من السداسي سلمان الفرج والشلهوب وخالد الكعبي أو فيصل درويش، وهناك إدواردو الذي بالإمكان الاستفادة منه وسط الملعب أو خط الهجوم بجانب الشمراني الذي لا يزال دونيس بتعنته يحرم الهلال منه وهو أفضل لاعب آسيوي في الموسم الماضي. فالقوة الهجومية ضاربة حسب الطريقتين 4/ 5/ 1 أو 4/ 4/ 2، وهما الطريقتان المثاليتان اللتان يملك الفريق الهلالي جميع المعطيات التي تجعل منه فريقاً مرعباً لجميع الفرق. من الصعب أن تحقق إنجازاً بلاعبين يفتقرون للقتالية، فمن شاهد وسط الهلال أمام الأهلي المتمثل في الفرج وسالم الدوسري وعزوز،والبرود المخيم عليهم، يدرك حجم معاناة الفريق الهلالي في المباريات التنافسية بتغلغل البرود في الفريق؛ إذ أصبح صفة ملازمة للثلاثي، إضافة للثنائي العابد والزوري اللذين لم يشاركا في المباراة. هؤلاء الخماسي كثيراً ما وضعوا الفريق الهلالي في مواقف محرجة بعدم مبالاتهم وبرودهم غير المبرر، مع أنهم يتقاضون مبالغ طائلة، لا يستلمها أقرانهم في الأندية الأخرى، ولكن - وبكل أسف - لا يزالون لا يقدرون حجم الفريق الذي يمثلونه، والذي يفوق حجمه عقلياتهم التي لا تتجاوز أرنبة أنف كل واحد منهم.. فمنذ متى يخرج لاعب هلالي ليصف نفسه باللاعب الكبير؟ ومنذ متى يخرج لاعب هلالي بعد أن يقدم مستوى سيئاً ويقول إنه راض عن مستواه بدلاً من الاعتذار للجماهير؟.. ومنذ متى يطالب لاعب هلالي الجماهير الهلالية بأن تملك ثقافة الخسارة بكل برود؟
جماهير الهلال تشربت ثقافة الفوز والانتصارات منذ تأسس ناديها لا الخسائر المذلة، فياليتك تعلمت ثقافة الفوز والبطولات التي تشربها نجوم الهلال جيلاً بعد جيل.. هذه المجموعة ما لم تُعِدْ حساباتها وتدرك حجم الفريق الذي تمثله فمن الأفضل تسريحهم غير مأسوف عليهم.
محبو الهلال يدركون حجم العمل الذي على عاتق إدارة الأمير نواف بن سعد، لكن هذا قدر الهلال، إنه فريق خُلق ليعيش بطلاً؛ ما يتطلب من إدارته عملاً مضاعفاً وتدارك السلبيات قبل فوات الأوان. فتقويم العمل يجب أن يكون باستمرار حتى لا تتكرر أخطاء الماضي مع الإدارات السابقة. فالسيد دونيس يجب أن لا يُترك له الحبل على الغارب؛ حتى لا ينتهي الموسم ويخرج الفريق الهلالي خالي الوفاض، وبعدها لن يفيد الندم. مناقشة دونيس يفرضها الواقع الذي يعيشه الفريق الهلالي الذي يملك كل المقومات التي تجعله يتسيد جميع البطولات متى ما وُظفت المعطيات بالشكل الصحيح والسليم من قِبل الروماني دونيس.