خالد الفيصل: المعرض خطوة كبيرة في مسيرة التعلم والتثقف للإنسان السعودي ">
جدة - واس:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة أن الكتاب هو مصدر العلم، وأعظم كتاب في الدنيا هو «القرآن الكريم».
ولقد أنزله الله سبحانه وتعالى على خلقه، وعندما تكون أول كلمة في هذا الكتاب الكريم «اقرأ» فلا بد لنا أن نستوعب المغزى من وراء نزول أول كلمة في القرآن «اقرأ».
وقال سموه في تصريح صحفي عقب رعايته مساء أمس الأول انطلاق فعاليات معرض جدة الدولي للكتاب، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة رئيس اللجنة العليا للمعرض, ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي, وعدد من أصحاب السمو الأمراء والمعالي والمسؤولين بالمنطقة, وذلك على أرض الفعاليات بأبحر الجنوبية: إن هذا المعرض سوف يكون خطوة كبيرة جدًا في إذكاء حركة الثقافة، ليس فقط في جدة، وإنما في منطقة مكة المكرمة بصفة خاصة، والمملكة العربية السعودية بصفة عامة.
وأضاف سموه: نرجو من الله أن نمتثل بالقرآن الكريم وبتعاليم الدين الحنيف، وبما أراده الله سبحانه وتعالى للإنسان المسلم أن يدرك وأن يتفقه، وأن يرى إذا نظر، ويستوعب إذا سمع، ولا يكون كالإمعة؛ لأن الله سبحانه وتعالى أراد لنا الخير بهذا الكتاب الذي نزل على آخر الأنبياء والرسل، وآخر كتاب خصه للمسلمين.
يجب أن نحترم هذه الميزة التي وهبنا الله إياها، وأن نكون على مستواها، وأن نقدر العلم، ونكون على مستوى العلم والمعرفة التي أرادها الله سبحانه وتعالى.
وعد سمو الأمير خالد الفيصل المعرض خطوة كبيرة في مسيرة التعلم والتثقف للإنسان السعودي، حاثًا سموه الجميع على الاستفادة من هذه الفرصة وهذا المعرض، وأن نستفيد من كل كتاب وكل كلمة، ليس في هذا المعرض فقط، ولكن في كل معرض يقام. وقال سموه: المعرض قُدِّم في أحسن مظهر ممكن أن يكون فيه معرض كتاب.
أعتقد أن المجهود الظاهر طيب، والمهم كيف يستفيد الإنسان من هذا المعرض والمحتوى الكبير الذي يقدم فيه، وكيف نستفيد منه.
وأهاب سمو أمير منطقة مكة المكرمة بمواطني جدة أن يستفيدوا من هذه الفرصة، وأن يزوروا هذا المعرض، عاداً سموه هذه المعارض دلالة على أننا أمة تقرأ.
ورفع الأمير خالد الفيصل شكره وأهالي جدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ على تحقيق هذا الحلم، وكذلك لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد الذي كان وراء تحقيق هذا الحلم، والجهد الكبير الذي بذله، ولمعالي وزير الثقافة والإعلام لمشاركة الوزارة وجهدها الكبير لإنجاز هذا المعرض.
من جابنه، أكد صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة أن معرض جدة الدولي للكتاب سوف يشكِّل بفعالياته المختلفة نقلة نوعية لقيم الثقافة، ودعم حركة النشر والتأليف، وإثراء الحراك المعرفي، ودعم جهود الأدباء والمثقفين، ورعاية المبدعين من الطلاب والطالبات، واكتشاف المواهب الواعدة في مختلف المجالات. وقال سموه إن افتتاح هذا المعرض يترجم على أرض الواقع التوجيهات السديدة من القيادة الرشيدة ـ أيدها الله ـ لنشر ثقافة العلم والمعرفة والآداب والفنون؛ باعتبارها من أهم مقومات حياتنا الاجتماعية والثقافية، وتعزيز روح الانتماء للوطن الغالي، مع ترسيخ التواصل الإنساني من خلال الكتاب، بوصفه وسيلة مثلى لدعم حوار الحضارات والثقافات في هذا العالم. وأضاف سموه: دعمكم الكريم يؤكد ما تتميز به جدة من سمات وقدرات باعتبارها محطة للتواصل بين مختلف الثقافات. معرباً سموه عن شكره وتقديره لوزارة الثقافة والإعلام وغرفة جدة والشركة المنظمة وكل من شارك في هذا الصرح الثقافي الكبير.
وأكد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي في كلمته دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ وتشجيعه لهذا المعرض منذ أن كان فكرة حتى أصبح واقعاً، ومتابعة سمو الأمير خالد الفيصل وسمو الأمير مشعل بن ماجد الحثيثة لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية المهمة. وأشار الدكتور الطريفي إلى أن الكتاب والتأليف لهما قيمة كبيرة في وزارة الثقافة والإعلام ومختلف المؤسسات والقطاعات بالمملكة. لافتاً إلى أن تقرير منظمة اليونسكو عن القراءة في العالم العربي كشف أن المواطن العربي يقرأ ست دقائق في اليوم، بينما المتوسط العالمي هو 36 دقيقة في اليوم. وقال: إن لكل 20 مواطناً عربياً كتاباً واحداً في السنة، في حين كشفت دراسة للمجلة العربية لمؤشرات الممارسة القرائية أن 78.39 % من إجمالي المجتمع السعودي يمارسون القراءة الحرة مقابل 21.61 % لا يمارسونها.
وبين الدكتور الطريفي أن 68 % من السعوديين يستغرقون 10 دقائق في قراءة المطبوعات الورقية, وأن 75 % منهم يقضون 10 دقائق في قراءة النصوص الإلكترونية، في حين أن 33 % من السعوديين يمارسون القراءة الحرة كنشاط يومي, إضافة إلى 17 % منهم يمارسون نشاط القراءة الحرة كل يومين.
مشيراً إلى أن هناك تأخراً في الإقبال على القراءة وإنتاج الكتاب، وقال: «إن إجمالي الكتب التي نشرت في العالم العربي في عام واحد بلغت 27809 كتب، وهناك كتاب واحد يصدر لكل 12 ألف مواطن عربي؛ وهو ما يدفعنا في وزارة الثقافة الإعلام إلى إيلاء هذا الموضوع أهمية؛ إذ سيتم إطلاق مجموعة مبادرات داعمة لهذا الموضوع أهمية كبرى، بدءاً من تسهيل إجراءات الطباعة، وتجويد المنتج وتكثير، المحفزات لتسويقه ودعم الإنجازات المتميزة، وانتهاء بمبادرات القراءة والتداول المعرفي.
وأشار رئيس مجلس إدارة غرفة جدة صالح بن عبدالله كامل في كلمته التي ألقاها نيابة عن الداعمين إلى أن فكرة المعرض كان الفضل فيها بعد الله للأمير مشعل بن ماجد، وبجهود كبيرة منه.
وقال: صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة قبل أسابيع كنت في معرض الشارقة الدولي للكتاب، ورفعتم اسم المملكة، وكنتم قبل أيام في القاهرة لافتتاح مؤتمر «فكر 14» لمؤسسة الفكر العربي، ورفعتم أيضاً اسم المملكة، وهناك أكثر من ستة منتديات تقام في جدة كل عام، ومهرجانيان، هما جدة غيرجدة التاريخية، وفعاليات عدة، وكلها تقام بالتعاون مع محافظة جدة وغرفة جدة وأصحاب الأعمال بجدة.
وأضاف يقول: بهذا التعاون المستمر نضع جدة في المكان الذي يتمناه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - والمكان الذي يتمناه الأمير خالد الفيصل. وأشار إلى أن الكتاب هو لغة العلم، وهذا المعرض بتكاتف جهود الجميع سيكون له النجاح والتوفيق في تحقيق أهدافه ورسالته.
بعدها كرّم سمو أمير منطقة مكة المكرمة الرعاة والمساهمين والداعمين.
كما كرم سموه العالم والمفكر السعودي الدكتور راشد المبارك - رحمه الله - بوصفه شخصية ثقافية. عقب ذلك جرى تقديم عرض ضوئي، يحكي تاريخ «الكتاب» عبر العصور المختلفة.