يتداول -مؤخرا- عشاق كرة القدم في بلادنا الأحاديث والنقاشات حول رفع الأندية لأسعار تذاكر المباريات، وهذا الشيء له سلبيات كبيرة وكثيرة، فكلنا ندرك ونعلم بأن الشباب هم رجال المستقبل الذين -بمشيئة الله- على سواعدهم وبها تنهض الأمم.
كما ندرك أن الجميع في هذا الوطن وعلى رأسهم القائد الوالد خادم الحرمين الشريفين وحكومته يسهرون لأجل الشباب وتوفير كلما يسهم في قضائهم أوقات فراغ، مفيدة لهم ولوطنهم كما تهدف الحكومة لحمايتهم من المتربصين بهم كون استغلال أوقات الفراغ للشباب يجنبهم ويجنب وطننا العديد من الشرور، حيث يتربص بهم أعداء الدين والوطن الذين يسعون لجعلهم أدوات تدمير وهدم بغرس وزرع أفكار هدامة وانتقامية مثل داعش وغيرهم من الإرهابيين.
كما نعلم بأن الرياضة مهمة في حياة الشباب، وفي مقدمتها كرة القدم، وهي اليوم الشغل الشاغل لهم سواء كانوا صغارا أو في عنفوان الشباب ينافسهم في حبها الكبار..
فما دفعني لكتابة هذا المقال الذي أراه من وجهة نظري الشخصية ولا أفرضها أو أعممها أرى بأنه من الضروري أن تتفاعل هذه الرؤى حول ما يتردد أو ما حدث فعلا بقيام بعض ورؤساء الأندية أو معظمهم برفع أسعار تذاكر دخول مباريات كرة القدم بهدف الربح والتعويض كما يرددون، وهذا طبعا على حساب الجماهير، ونعلم جميعا بأن أسعار التذاكر بوضعها الحالي معقولة جدا؛ حيث تتناسب وظروف الناس من الرياضيين، حيث أسهمت في تواجد المشجعين وعشاق الرياضة في ملاعبنا بأعداد فاقت الوصف، وهذا ما جعل دورينا ونشاطاتنا في كرة القدم متميزة جماهيريا بلغة الأرقام لا العواطف.
وكما نعلم أن 60 في المائة من متابعي الكرة في ملاعبنا السعودية من الطلاب وميزانية الواحد منهم محدودة جداً أو كما يقال: (على قده)..
فلو نفذ هذا القرار ربما يأتي بنتائج عكسية في مقدمتها عزوف الشباب عن حضور المباريات، وقد ينشغلون بأمور أخرى لا نريدها ولا نريد أن يقعوا فيها من تعرضهم لمن ذكرناهم من أصحاب الفكر الضال الذين سيسعون لإفسادهم واستغلال أوقات فراغهم أو انشغالهم -لا قدر الله- بالتسكع الضار وغيره من الأمور التي تدمرهم..
فهذا الطالب -كما أسلفنا- مصروفه محدود وكيف به أن يدفع قيمة التذكرة ويتناول وجبات بالملعب، وقد دفع أجرة سيارة لتوصيله للملعب وكما نعلم بأن معظم ملاعبنا بعيدة عن سكن الطالب وكلما ابتعد المسافة ارتفع السعر هنا أقول إذا كان أولئك المطالبون أو الذين طبقوا الزيادة يريدون زيادة مداخيل النادي لتعويض ما يتم صرفه على النادي وهم ليسوا مجبرين.. فهناك طرق أخرى مشروعة لزيادة مداخيل النادي من خلال المشروعات الاستثمارية كإنشاء مطاعم أو بوفيهات وشقق سكنية ومتجر للنادي لبيع الأزياء والشعارات والهدايا الخاصة بالنادي، وغيرها من الوسائل مثل تشغيل وتأجير بعض مرافق النادي كما فعل نادي الشباب وغيره.
لذا على رعاية الشباب واتحاد كرة القدم ورابطة المحترفين اجهاض مثل هذا القرار الذي كما قلنا سوف يسبب كوارث شبابية بسبب عزوف الشباب عن المباريات كون الرياضة -كما قلت سابقا- مجالا خصبا لاستثمار الطاقات لدى الشباب وتشغلهم من خلال التشجيع المتعقل والابتسامة عند الفوز والتواضع والرضا عند الهزيمة أثناء حضور المباريات لأن الأمر كله لا يعدو كونه متعة وفرجة في أجواء ودية.
فالتفكير استغلال أوقات فراغ الشباب الذين يحضرون للملاعب مهم جداً، وذلك بإقامة مناشط تثقيفية توعوية وطنية قبل وأثناء وبعد المباريات، لأن هناك كما قلنا من يتربص بهم لتدميرهم وتدمير الوطن من خلالهم كون الفراغ كما نعلم مفسدة ما بعدها مفسدة إذا لم نحتوِ نحن شباب الوطن ونسخرهم لما يفيدهم وما يفيد الوطن المعطاء، وأن نسعى لإيجاد نشاطات كبيرة ومستمرة طوال العام لاحتواء أفكارهم وهواياتهم وهذا الدور يقع الجزء الأكبر منه على الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة التعليم بالإضافة إلى الجامعات بمشاركة المؤسسة العامة للتدريب التقني ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الثقافة والإعلام بوسائلها المختلفة مع تفعيل ومراقبة قنوات التواصل الحديثة لكي تخدم وتحمي شبابنا.
فحمى الله بلادنا من كل حاقد وحاسد وجاحد وناكر ومتربص، ولأجل ذلك فإنه لا بد أن تكون العلاقة مستمرة بين البيت والمدرسة والجهات الأمنية والرقابية كون مراقبة الشباب أمرا مهما وفي غاية من الأهمية القصوى مع العناية وتوفير الأجواء الملائمة والصحية المناسبة ولعل الرياضة وحضور المباريات من أولويات الأمور التي يعشقها الشباب، كما لا ننسى أن على الرئاسة العامة لرعاية الشباب الدور الأكبر لأبطال قرار زيادة أسعار التذاكر ونحن على ثقة بأن سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير النشط عبدالله بن مساعد لديه الرأي الصائب في تقييم هذه المسألة.
- محمد بن عبدالعزيز اليحيا
Mhd1999@hotmail.com