نبيل حاتم زارع ">
رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي صدر أمره الكريم في تحديد الجوانب المتعلقة بالإفتاء وأن الصلاحية في هذا الأمر تكون لسماحة المفتي حفظه الله.. وقد لا يخفى علينا جميعاً بأن البعض من قليلي العلم والمعرفة أنتحل شخصية المفتي، ولا أٌقصد بالانتحال بمعناه الرسمي ولكن تقمص الدور وعاش بين المجتمع والناس بأنه المرجع لأي معضلة فقهية يصعب فهمها على البعض، وأصبح بالتالي يمرر ما يريده من أفكار خاطئة مستغلا ثقة الناس بشخصه رغم أنه لا يملك أي شيء من العلم والمعرفة، ويتحدث بمنتهى الأمية والجهل والتسلط.. وحقيقة أنا لا ألومه كثيرا بل ألوم من أعطوه الفرصة بل وتجاوبوا مع جهله وغلظته..
ومن هنا انطلق التصادم بين فئتين؛ فئة الشخص المعارض لهذه النوعية من الأشخاص الجهلة والفئة الثانية التي أدعت فهمها للأمور الدينية وهي في الأصل لا تفهم شيئا فبدأوا بتشويه صورة من يخالفهم الرأي ويتهمونهم بأنهم ضد الدين؛ لذلك ذكرت بأنني ألوم الفئة التي منحت هذه النوعية حق الإفتاء وهي تعلم تمام العلم أن مؤسسات الدولة الرسمية المعنية بالإفتاء مشرعة الأبواب ولم تغلق أبوابها ضد أحد. ومنذ زمن طويل كان من يريد أي فتوى يستطيع الاتصال على الهاتف ليحصل على رقم أصحاب الفضيلة المشايخ المعتمدين رسمياً بحيث تطرح ما لديك من تساؤل وتلقي الإجابة منه مباشرة. أضف إلى ذلك بأن هناك هيئة لكبار العلماء وهذه لم تغلق أبوابها في وجه أحد وهناك أكبر مؤسستين إسلاميتين في العالم وهما الحرمان الشريفان، وتكفي الخطب والمواعظ التي يلقيها أصحاب الفضيلة أئمة الحرم أثناء خطب الجمعة والدروس التي تقام في الحلقات بعد صلاة المغرب، علاوة على ذلك فهناك وزارة معنية وهي الشؤون الإسلامية، ولديها من أهل العلم الذين يستطيعون أن يرشدوا الناس إلى الطريق السليم بالإضافة إلى أن الإعلام الرسمي لدينا يعرض في قناته الأولى دوماً لقاء مع سماحة المفتي، ويتفضل حفظه الله بالتجاوب على أسئلة المشاهدين بدون كلل أو ملل، ويقوم بالتقديم الزميل الاعلامي الخلوق الاستاذ خالد الرميح وأيضا الاذاعات الرسمية؛ سواء إذاعة نداء الإسلام أو إذاعة القرآن الكريم، وجميعها تستقطب عدداً من العلماء الأجلاء وبإلامكان التواصل معهم مباشرة..
لذلك أقول لعامة الناس: لماذا لم تتجهوا إلى هذه الجهات الرسمية فهي المختصة التي تستطيع أن تجيب على التساؤلات التي نبحث عنها وفي المقابل أقول لبعض الأميين المدعين للعلم والمعرفة: كيف تريدوننا أن نترك كل هذه القنوات الرسمية المعتمدة ونستجيب للأفكار التي تريدون ان تمرروها علينا!!..