الحمد لله على قضائه وقدره، قضى وقدّر، له ما أخذ، وله ما أعطى.. وكل شيء عنده في كتاب.
كم هي اللحظات الحزينة التي تعاودنا في هذه الدنيا.. فنحمد الله على كل حال أفراحاً وأحزاناً وآمالاً وآلاماً.. فكم من راحل بيننا.. فهم السابقون.. ونحن اللاحقون..
ففي صبيحة يوم الثلاثاء 30-12-1436هـ رحل عن دنيانا.. خال فاضل.. خالٌ غالٍ.. خالٌ عزيزٌ، رحل بعد مرض ألمّ به، أسأل الله تعالى ألا يحرمه الخير، وأن يكتب له الأجر على ما عانى من الآلام، فالحمد لله على كل حال..
إن العين لتدمع.. وإن القلب ليحزن.. ولكن لا نقول إلا ما يرضي الرب {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، كم نحزن.. وكم نحزن على فراقهم ولكن هو القدر شئنا أم أبينا.. الكل منا راحل ولا يبقى إلا وجه ربك الأعلى.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يقبله ويجعله ممن أتى الله بقلب سليم.. للحظات تمر علينا في فقد أحبة لنا.. كم داهمت المنايا من أسرة سعيدة.. فبدّلت أفراحها أحزاناً.. فقد ودّعنا عاماً منصرفاً.. وودّعنا خالاً وفياً.. خالاً عزيزاً في آخر أسبوع من عامنا الهجري.. إنه الخال محمد سليمان عبدالله المحيميد، رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى.. فكان وقع خبر وفاته -رحمه الله- على أهله خاصة وأحبائه عامة مؤلماً، وقع كالصاعقة لأنهم فقدوا شخصاً لم يعهدوا فيه سوى الابتسامة وحسن الخلق والكلمة الطيبة، كان -رحمه الله- متسامحاً بشوشاً، أحبه الصغير والكبير وكل من عرفه.. وبكى عليه كل من فقده؛ أهله.. أحباؤه.. بلدته.. مسقط رأسه.. بلدة النخلات.. بكت عليه.. رمالها.. حقولها.. نخيلها، بكى عليه أهاليها شيباً.. وشباباً.. نساءً... وأطفالاً.. وعمالاً، بكى عليه جامعها.. وجماعته.. بكى كل من فقده من المصلين يوم الجمعة، خاصة الذين يأتون صبيحة يوم الجمعة، فقدوه هو واثنين من أحبته الأخيار، وهم الأخ الفاضل عبدالرحمن محمد السويد، والأخ الفاضل عبدالعزيز محمد المحيميد (أبو ناصر) رحمهم الله..
رحل خالي الغالي عن هذه الدنيا الفانية.. وبقي ذكره العطر.. أسأل الله الكريم أن يتجاوز عنه.. ويغفر ذنبه.. ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يغفر له ويرحمه ويسكنه الفردوس الأعلى في الجنة ويتقبله مع الشهداء.. إنه على ذلك قدير.. وعزائي لأسرة المحيميد جميعاً، وأخص بالعزاء أخاه الخال الشيخ علي بن عبدالله المحيميد.. ووالدتي الفاضلة.. وزوجته الغالية على الجميع.. وأبناءه.. أمد الله في أعمارهم على طاعته.. وأقول: رزقكم الله الصبر والاحتساب والسلوان.. فمن الكريم وإلى الكريم..
فالحمد لله على قضائه وقدره.. والحمد لله على كل حال.
- منيرة بنت صالح المحيميد