في يوم السبت الموافق 7-11-1436هـ ومن خلال هاتفي الجوال، تبلّغت وفاة ابن العم الأخ العزيز إبراهيم بن عبد الله بن محمد القصير، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمّده بواسع رحمته ويسكنه الجنة، ويجعل ما أصابه في ميزان حسناته، وإنّ من أصعب اللحظات في هذه الحياة حينما تفقد عزيزاً له مكانة كبيرة في قلبك، فكيف فقيدنا وقد منحه الله صفات قلّ مثيلها، وقد جاء في الحديث الشريف (اذكروا محاسن موتاكم) كان شهماً مقداماً ذا همة عالية كريماً ابن كريم واضحاً مثالاً للحزم والجدية والانضباط وعزة النفس، وقوراً مهيباً مخلصاً في عمله ليل نهار على الوجه الأكمل، يحث زملاءه أن يكون التعاون مستمراً بينهم فيما يعود على أمن البلاد، وحسن السمعة وتسيير الأمور سيراً حسناً، في ظل ولاة الأمر أعزّهم الله بطاعته، حريصاً على إخفاء خدماته للآخرين لأنه لا يتكلم فيه حتى مع زملائه، جعل الله ذلك في ميزان حسناته.
وُلد في بلدة الشقة بمنطقة القصيم وتربى في كنف والديه وأسرته ودرس الابتدائية بالشقة وتخرّج والتحق بالمعهد العلمي ببريدة، وتخرج والتحق بكلية قوى الأمن الداخلي (كلية الملك فهد الأمنية حالياً) وتخرج منها برتبة ملازم ثاني عام 1391هـ، وعيِّن بشرطة منطقة القصيم بمدينة بريدة بالحقوق المدنية، ثم عيِّن بالمرور، ثم عيِّن مديراً للتجنيد والتدريب والتعليم بمنطقة القصيم، ثم عيِّن نائباً لمدير شرطة منطقة القصيم، ثم عيِّن مندوباً للداخلية بمنطقة القصيم، ثم عيِّن نائباً لمدير شرطة منطقة حائل، ثم تقاعد من الخدمة وهو في أعلى الرتب العسكرية، كان باراً بوالديه ويتفقد أسرته مهتماً بتربية أولاده وبناته. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلهم ذخراً له بالدعاء مصداقاً للحديث الشريف (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر ولدٌ صالح يدعو له) وهم إن شاء الله فاعلون، ابتلاه الله بالمرض فصبر واحتسب، كان صابراً محتسباً مسلماً متوكلاً على الله مفوضاً أمره إليه، غير راغب بكثرة المراجعات الطبية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (إنّ أعظم الجزاء مع عِظَم البلاء) نسأل الله أن يجزيه أعظم الجزاء.
وكانت جنازته رحمه الله مشهودة، حيث حضر جمع غفير من الأهل والأقارب والمحبين والزملاء شاركوا في الدفن والعزاء، شكر الله سعيهم ولا أراهم مكروهاً، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته ويجعل قبره روضة من رياض الجنة وينور له فيه وأن يلهم أهله الصبر والسلوان ويربط على قلوبهم ويخلف عليهم خيراً.. وعزاؤنا إلى والدته حفظها الله، وأعمامه وأخواله وإخوانه وأخواته وزوجته وأولاده وبناته وأحفادهم، وإنّ القلب ليحزن والعين لتدمع، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا على فراقك يا أبا أحمد لمحزونون وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
إبراهيم بن صالح بن محمد القصير - المدير الإقليمي لمنطقة القصيم وحائل، شركة الراجحي للصناعة والتجارة