علي الصحن
مباراة الهلال والأهلي اليوم مباراة دورية لا تخرج نتيجتها عن ثلاث نقاط في سباق طويل من ثمان وسبعين نقطة، لكن هناك من يحاول جعلها مباراة الحسم والفصل للقب الدوري بسبب صدارة الهلال ووصافة الأهلي وهي الصدارة والوصافة المهددتين من عدة فرق والأمر متاح للقادمين من الخلف في ست عشرة جولة أخرى من عمر الدوري الطويل.
لقاء اليوم صعب وساخن على الفريقين اللذين سيلعبان عند درجة حرارة لن تتجاوز الـ14° ووسط حظوظ متساوية تماماً، والنقص في النهاية يجب ألا يؤثر على فريق يريد المنافسة على اللقب... الفريقان يملكان مدربين مميزين يملكان خبرة معقولة في المنافسات السعودية، وهما يملكان البديل الجيد والبديل الذي يستطيع تعديل بعض الموازين عندما تتاح له الفرصة.
الأهلي ربما يلعب تحت ضغوط غياب هدافه السومة لكنه فرصة متاحة ليقول مهند عسيري كلمته، كما يلعب تحت ضغوط افتعلها بعض الأهلاويين ولابد ان إدارة النادي عملت على عزل الفريق عنها وإخراجه من دائرتها.
الهلال يلعب أيضاً تحت ضغوط مواصلة الاستمرار في الصدارة وصناعة فارق جيد مع منافسيه مع نهاية الدور الأول، كما أنه يريد تحقيق الفوز على أرضه من أجل ميزة الفوز في المواجهات المباشرة فيما لو احتاج إليها، والهلاليون واثقون من فريقهم لكنهم يخشون من مفاجآت مدربه قبل الصافرة الأولى.
الكلاسيكو يجب أن يقدم الكرة السعودية للمتابعين بالشكل الذي يتمناه الجميع هي في النهاية مباراة دورية يجب أن تبدأ وتنتهي بهذا الشكل، والتنافس يجب ألا يتعدى حدوده، والملكي والراقي أهل لذلك بالتأكيد بعيداً عن كل ما يريد بعض من ابتليت بهم الرياضة جر المباراة إليه.
من أضر بمصالح الأهلي؟
الذين يدافعون عن لاعب الأهلي السومة ويبررون أخطاءه، ويقولون: إنه أوقف من أجل مباراة معينة، هم أنفسهم من طالب بإيقاف لاعب الهلال ديقاو لأنه لمس رأس لاعب الرائد صالح الشهري، والذين يرددون أن لجنة الانضباط تبحث عن مصالح الهلال لم يقولوا إنها تبحث عن مصالح التعاون والاتحاد فأوقفت ديقاو... والذين يدافعون عن السومة يدركون أن قرار إيقافه مباراتين فقط قرار مخفف للاعب ركل الخصم واحتج على التحكيم بشكل غبر مقبول ولا مُبَرر، وهؤلاء في قرارة أنفسهم يشكرون اللجنة على التجاوز عن معتز وباخشوين، لكنهم لا يعترفون بذلك مباشرة ولكن من خلال مقالاتهم القديمة التي لا تتغير وإن تغيرت الألوان.
مشكلة بعض الإعلام المحسوب على الأهلي أنه يريد أن يظهر بمظهر البطل أمام مشجعي النادي، وهو يعتقد أن الهجوم على الآخرين هو الباب الواسع الذي يصل من خلاله إلى قلوب عشاق (القلعة) لذا فهو ينصرف إلى الهجوم على كل من ينافس الفريق سواء الهلال او الشباب أو الاتحاد أو الاتفاق أو النصر أو غيرهم، وهذا الهجوم في النهاية يؤثر على الأهلي ويأخذ منه ولا يضيف إليه، لذا ظل الفريق بعيداً عن بطولة الدوري 33 عاماً ربما تمتد بامتداد لغة التعاطي الإعلامية الأهلاوية مع أوضاع فريقها بهذا الشكل.
كل ما يقوله بعض الإعلام الأهلاوي يدور في فلك واحد وهو إظهار فريقهم بمظهر المظلوم والفريق الذي يعمل الجميع ضده وضد عودته بطلاً، دون الدخول في نقاش حقيقي للبحث عن الأسباب التي غيبت الأهلي عن بطولة الدوري وجعله يتفرج فقط على الفرق التي تتناوب على الفوز بها خلال ثلاثة عقود من الزمان.
هنا...لا أقول: إن اللجان لا تخطئ والصافرة لا تخطئ بل الخطأ موجود والجميع تضرر منه بما فيهم الأهلي ولكن ليس بالشكل الذي يريد بعض الأهلاويين تصويره... وبشكل جعل بعض المحايدين يتراجع عن تعاطفه مع الفريق وينتظر ماذا سيقدم له إعلامه.
مراحل.. مراحل
- هناك شبه إجماع في الوسط الرياضي أن البرامج الرياضية هي أحد أهم أسباب الاحتقان وزيادة رقعة التعصب، والحل لن يتجاوز اعادة هيكلة هذه البرامج وأن تتحمل القنوات الفضائية مسؤوليتها تجاه رياضة الوطن، وأن تضع شروطاً لمن يتم استضافته، ولا يترك الأمر لهوى المعد ومزاج المذيع، وبالمناسبة فالضيوف الذين ينشرون التعصب محسوبون على جميع الأندية وإن كان ذلك بدرجات متفاوته من محسوب لآخر.
- مشكلة ضيوف الفضائيات خاصة الحصريين أنهم لا يبادرون إلى الفعل الجيد بل يبحثون عن ردة الفعل وانتشار مقاطعهم وإساءاتهم إلى أكبر شريحة من المتابعين.
- ليس شرطاً أن كل من يتابعك يضحك لك... هناك من يتابعك ليضحك عليك.
- هذا يشتم ويسخر من زميله، وذاك يرد ويؤشر له بالأصابع، وثالث لم يترك برنامجا إلا وظهر فيه ليقول ما لا يمكن قوله، ورابع يؤلب على ناد معين بغض النظر عن المنافسين، وخامس دخل الرياضة من باب القصيد فأصبح مثل (معيد القريتين) والجميع تتناقض أقوالهم حسب اللون والهوى، ثم ننتظر منهم تطويراً أو المساهمة في التطوير.
- أكبر خطأ من اللاعب أن يطالب بحقوقه... فأصدقاء الإدارة لن يتركوه في حاله.
- أعتقد أن أرقام الحضور الجماهيري سوف تتراجع في الجولات المقبلة من الدوري لعدة أسباب من أبرزها غلاء التذاكر الذي أرى ألا يتجاوز حدود الـ20 ريالاً وهو مبلغ معقول سواء للأندية أو لذوي الدخل المحدود من الجماهير.
- مبلغ 35 ريالاً للتذكرة مبالغ فيه للغاية خاصة في ظل سوء بيئة بعض الملاعب وتدني جودة الخدمات المقدمة بها.