أمين محمد الصفار ">
الخدمات البلدية هي الجزء الأكبر المؤثر تأثيرًا مباشرًا في حياة المواطن بالمقارنة مع خدمات الوزارات الأخرى، هذا التأثير يبدأ حتى قبل الولادة، في الرياض لعل كلنا يذكر قصة شارع الحوامل الذي لم يكن في الأصل شارعًا ولم يكن مخصصًا للحوامل لكن حاجة الناس جعلته كذلك، تطور هذا المعنى وأصبح لدينا في الرياض أكثر من شارع لممارسة رياضة المشي.
هذه المقدمة هي للتأكيد على أن تطور الوعي الصحي للمجتمع - على سبيل المثال - يفرض ويتطلب خدمات بلدية تتماشى مع تطور هذا الوعي، وكذا الحال مع تطور الوعي البيئي والاجتماعي والثقافي للمجتمع يحتاج أيضًا أن يقابله تطور في الخدمات البلدية ومستوى جودتها وهندستها بما يتناسب مع هذا الوعي وهذا التطور، بل إن الأمر يحتاج إلى أن يكون تطور الخدمات البلدية سابقًا وحفزًا لوعي المجتمع على أكثر من مستوى.
بعد أيام سيبدأ التصويت لمرشحي الانتخابات البلدية وتدعونا أسباب كثيرة للمشاركة والتصويت في هذه الانتخابات البلدية حرصنا على تنمية الوعي الاجتماعي والإداري ورفع مستوى جودة الخدمات البلدية والمساهمة في تطوير مدننا وسمعة بلدنا، كلها أسباب تدعونا للمشاركة والتصويت في الانتخابات البلدية.
في الأروقة البلدية الكثير من القرارات والمشروعات التي تحتاج أن تخرج للتطبيق والتنفيذ الدقيق في الوقت والجودة، كما أن هناك أفكارًا ورؤى طموحة تتواكب مع مستقبل مدينتنا ومستقبل أبنائها يجب أن تتدفق وتأخذ مسارها لا أن تتعثر في البيروقراطية غير المنتجة والمزاجية وغيرها من أدوات ومسارات التعطيل، لذلك نحتاج إلى أن ننتخب ونشارك في اتخاذ القرار. تتعطل المشروعات والتنمية أحيانًا بسبب إجراءات سيئة أو قديمة وأحيانًا بسبب أشخاص غير مناسبين، وأحيانًا بسبب البيئة التنظيمية نفسها التي لم تواكب التغيير ولم تدخل سباق التطوير والتحديث على أكثر من صعيد، لذلك نحتاج أن ننتخب ونشارك في اتخاذ القرار. لدينا ميزانيات ومخصصات بلدية ضخمة نستطيع بها مواجهة الاحتياجات المستقبلية كما نستطيع بها مواجهة التحديات المستقبلية، ميزانيات ضخمة حتى بالمقارنة مع دول أخرى، لكن عندما نذهب لدول قريبة تجبرنا المقارنة على التساؤل، لماذا لا تكون ميزانياتنا البلدية أكثر كفاءة في الاستخدام وأكثر فعالية في مستوى الخدمة وفي رضا وفخر الناس بمنجزاتنا البلدية. من يجعل رياضنا أجمل يستحق أن نصوت له، من يجعل حياتنا أسهل في الحصول على الخدمات البلدية بجودة عالية يستحق أن نصوت له، من يجعل رياضنا بيئة آمنة للأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة يستحق أن نصوت له. سنذهب للتصويت ونحن أكثر وعيًا بأهمية المشاركة في اتخاذ القرار، سنقف كما يفعل العالم أجمع بانتظار دورنا للتصويت لمن يتوخى فيه أن يكون قادرًا على دفع العجلة للأمام، سوف نشارك في التصويت كي تكون عملية الانتخابات للجيل القادم هي العملية التلقائية للاختيار، وسوف نشارك في هذا العرس الانتخابي الذي سوف يكون بوجودنا في صالات الاقتراع أكثر جمالاً وبهجة، سنبارك للفائزين بثقة الناس وسوف نشكر من لم يحالفهم النجاح في هذه الانتخابات ونتمنى لهم الخير والمشاركة بمراقبة أداء المجلس القادم.
- الرياض