خالد العطاالله ">
لا شك أنّ الدور الاجتماعي لا يقتصر على رجال الأعمال كما يعتقد البعض، بل إن الدور للجميع كلٌ حسب قدرته ومركزه وتوجهاته، فاللاعب والممثل والإعلامي وغيرهم، مطالبون بأدوار اجتماعية قد يكون لها وقعها أكبر، وقد يكون سبباً في جلب الكثير من المال، فالمريض لا يُريد مالاً بل يُريد من يرسم على شفتيه البائسة بسمة، وقلبه المجروح جُرعة أمل، وجسده المنهك مزيداً من التفاؤل، فالمال ليس كل شيء.
ومن هُنا أعجبني وشدني ما يقوم به الممثل الكبير وصاحب الجماهيرية الطاغية وسفير الإنسانية فايز المالكي، هذا الإنسان الممثل قبل أن يكون الممثل فايز، فهو مجموعة أحاسيس وكتلة إنسانية همها الأول والأخير تحقيق الهدف الأسمى وهو : (كيف تكون إنساناً قبل أن تكون فناناً)، لم يتصنّع الإنسانية من أجل الشهرة، بل الإنسانية هي من جلبت له الشهرة، كان في بداية ظهور مواقع التواصل الاجتماعي يؤدي دوره الإنساني، وعندما بدأت حقق أرقاماً قياسية لم يحققها ممثل بسبب اسمه الكبير الذي صنعه بإنسانيته قبل أن يصنعه بأدواره التمثيلية الكبيرة، حتى أنه جعل جُل أدواره في التمثيل تلمسُ احتياجات المواطن، وإيصالها لمن يهمه الأمر وعبر قنوات كبيرة، ساعدت في حل الكثير من المعضلات التي تواجه المواطن، وهذا ما يؤكد أن همه أن يكون واسطة لمن لا واسطة له.
لي وقفة مع موقع التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية في الخليج العربي وهو (تويتر)، فقد جعله موقعاً للعديد من الجمعيات الخيرية، فلم يكن أنانياً في هذه، فقد زاد عدد متابعيه لرقم فلكي بالنسبة لممثل خليجي فتعدى حاجز الأربعة ملايين متابع، وهذه الزيادة الكبيرة دليل حُسن نيته، وصدق ما يقوم به، فعند متابعك لحسابه فإنك تتعرف على هموم الناس ومشاكلهم، وتشاهد من يساعد هذا، ومن يمد يده لذاك عن طريق حسابه، فقد أصبح حلقة وصل بين الفقراء والأغنياء، فضلاً عن دوره المعنوي وهو دور كبير جداً كما أسلفت في زياراته ومواساته للمرضى والمنومين وحتى في مداعباته، دون أدنى تفكير بعرض دنيوي، ورغبة في عدم التصوير، وبتجاوب مع الدعوات الV تي ترده من الجمعيات المختصة، وبدون ترتيب أو أخذ موعد مُسبق، حتى أنه استعد للتنازل عن حسابه الشخصي لمن يتبرع لمُعاق بسيارة، وتنازل كذلك عنه لجمعية خيرية (إنسان)، وهو بذلك كوّن عن نفسه شخصية (إنسان من أجل إنسان)، وأصبح عضواً فاعلاً وسفيراً نشطاً في جمعيات إنسان، وإخاء، وكبدك، ومكافحة السرطان، وصندوق المئوية، ومنظمة اليونيسيف والقائمة تطول.
فعلاً هذا ما يُريده المجتمع من المشاهير ورجال الأعمال، هذا هو دورهم في الحياة، فمالهم وشهرتهم أتت بعد الله بسبب البسطاء والميسورين فيجب رد الدين لهم، ويجب أن يحذو البعض (لأنّ البعض الآخر فيهم خير) حذو فايز المالكي، وأن يكون لهم أنموذج مشرف، وقدوة كبيرة في المجال الإنساني، وتحقيق الهدف في الدور المجتمعي الخالي من التصنع وحب الظهور والبحث عن الشهرة، فهناك من هم بحاجة لهم بسبب فقر، أو مرض، أو قلة حيلة، ولنكن يداً واحدة يُشار لنا بالبنان كمجتمع سعودي يؤدي أدواره في كل مجال دون توجيه أو خلافه والله يحفظ الجميع من كل مكروه.
- الزلفي