عامر بن حماد الجعيدي ">
كنت في نجران قبل أيام، وتجولت في عموم المنطقة ليلاً ونهاراً، ووجدت الأوضاع طبيعية، كأن لم يكن هناك أحداث على الحدود؛ فلم أستغرب ذلك؛ فمن يعرف الشعب السعودي وحكومته لن يستغرب؛ وذلك لأسباب كثيرة:
1. قامت حكومة خادم الحرمين الشريفين بتطويق الحدود كاملة برجال أشاوس وقوات ضاربة مدعومة بأسلحة برية وجوية حديثة وفتاكة، عليها أبطال من أبناء الجزيرة العربية الذين صنع آباؤهم وأجدادهم تاريخاً مجيداً تحت راية الملك عبدالعزيز الذي وحَّد هذه البلاد التي تُعتبر قارة مترامية الأطراف، وكانت عبارة عن قرى متناثرة، يسودها السلب والنهب والجوع والفقر وقبائل متناحرة، فجمع الله شملهم، وحقن دماءهم على يد هذا الرجل العظيم ورجاله، وجعل من هذه الصحاري والجبال والأودية بلداً من أفضل بلدان العالم حضارة وتطوراً وبناءً، حتى أصبحت في مصاف كثير من بلدان العالم المتحضرة، بل تجاوزت بعض تلك الدول التي سبقتنا بعشرات السنين؛ فأصبحت البلاد - ولله الحمد والمنة - مستقرة مطمئنة بفضل الله، ثم بفضل الملك عبدالعزيز وأبنائه من بعده والرجال المخلصين لله ثم لدينهم ووطنهم، وشجاعة خادم الحرمين وحكمته وولي عهده وحكومته، وتلاحم شعبه الأبي. 2. منطقة نجران من أهم مناطق المملكة؛ إذ تنفرد بخصائص، أهمها وجودها على جزء كبير من حدود المملكة مع اليمن. ومن وقت الملك عبدالعزيز - رحمه الله - لم يختَرْ لها حتى يومنا هذا إلا أمراء من أدهى وأحكم وأقدر الأمراء على الإدارة ومعالجة الأمور، آخرهم الأمير الحالي صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، الذي اشتُهر بالعقل والحكمة والتواضع ونبل الأخلاق.. ومن يعرف والده الأمير عبدالعزيز بن مساعد - رحمه الله - وهو أحد رجالات الملك عبدالعزيز الذين ساهموا في توطيد الأمن والاستقرار في المملكة يعلم أن هذا الشبل من ذاك الأسد. نرجو له من الله التوفيق في إدارة هذه المنطقة المهمة. 3. من يعرف أهالي نجران وشجاعتهم وولاءهم لحكومتهم ووطنهم لا يستغرب عليهم هذا الثبات وعدم المبالاة بما يحدث هذه الأيام؛ فقد ثبتوا عندما اجتاحتهم جيوش الإمام يحيى حميد الدين بقيادة ابنه الحسن بن يحيى عام 1350هـ، وخاضوا ضده حروباً شرسة لمدة سنتين حتى وصلت جيوش الملك عبدالعزيز - رحمه الله -؛ فانسحبت جيوش حميد الدين، وتحددت الحدود، وساد الأمن والاستقرار البلاد كافة - ولله الحمد -. كما ثبت أولئك المواطنون الشجعان الشرفاء في منطقة نجران ومنطقة عسير ومنطقة جازان مثلما ثبتوا عندما أغارت الطائرات المعادية من اليمن إبان الحرب اليمنية عام 1382هـ وما بعدها، التي دمرت المستشفيات والمباني، وقتلت الأنفس البريئة في تلك المناق.. وهذا ليس بغريب على الشعب السعودي.
لقد وفَّق الله خادم الحرمين الشريفين بالتنبه إلى نوايا المخلوع علي عبدالله صالح وزمرته ومن يوجهونه، ويدفعون به إلى التربص بالمنطقة وجرها إلى حروب ومشاكل، لا يعرف لها نهاية، الذين سعوا خلال ثلاثين عاماً ونيف إلى تكديس أسلحة وذخائر، وتكوين جيوش، وتزويدها بالآلات والمعدات الحربية التي لا داعي لها إلا الفتك بالشعب اليمني والسيطرة عليه، ومحاولة الوصول إلى أهدافه المشبوهة، وإشباع غروره وغطرسته غير آبه بما سيلحق بالشعب اليمني من دمار وفقر وتخلف.. إضافة إلى خلق مشاكل للمنطقة كاملة، ودول الخليج خاصة. وبعد المحاولات المضنية التي بذلها خادم الحرمين الشريفين وإخوانه من قادة دول الخليج، والتي لم تجد آذاناً صاغية ولا عقولاً واعية، اتُّخذ القرار الشجاع والحكيم «قرار عاصفة الحزم»، الذي كسر شوكتهم، وحطم أسلحتهم، وأعاد الأمل للشعب اليمني.
حفظ الله وطننا الغالي وأمنه واستقراره، وحفظ الله أبناءنا المرابطين على الحدود، ونصرهم، ووفقهم للحفاظ على هذا البلد وأمنه في ظل خادم الحرمين الشريفين وحكومتنا الرشيدة.