م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. من تعريفات الاجتهاد: هو التبييض لما تم تسويده من أفكار.. أو توليد معان جديدة من نصوص قديمة.. أو توليد تأويلات جديدة لمعان قديمة.. أو اقتراح أفكار أو أطر أفكار جديدة.. وهو في رأي المفكرين والفلاسفة تحديث للنصوص وتطبيقاتها المعاصرة.. وإطلاق للمعاني المعتقلة من سجن النصوص.. وربط للمعاني والأفكار في النصوص.. فالاجتهاد هو محاولة نقل النص القديم إلى العصر الحديث.
2. مهمة الاجتهاد هو حماية النص من التأويل الخاطئ.. في مقابل ذلك فتح أبواب جديدة لتأويلات جديدة.. أو محاولة للتحرر من الاجتهادات والتأويلات السابقة وليس البحث عن التفسيرات الجاهزة من أقوال السابقين.. فالاجتهاد في أصله استقراء الواقع للانتهاء إلى رؤية موضوعية.. والغرض من الاجتهاد هو استنباط أحكام لغرس مفاهيم وابتكار حلول لتطوير آراء.. أو نقد ومحاكمة وإثارة أسئلة تزيد من دائرة الرؤية وذلك أضعف الإيمان.
3. من وجوه الاجتهاد الاقتباس والإسناد والتفسير والتأويل وكلها في أصلها وجهات نظر.. فالاجتهاد هو تأطير للمسألة.. والحكم على الشيء فرع من تصوّره.. وحيث إن التأطير هو تحديد زاوية الرؤية فهذا فعل شخصي وبذلك فهو وجهة نظر.
4. يقول بعض الدارسين: إن غلق باب الاجتهاد هو سبب انحطاط العرب والمسلمين.. وهذا التبرير أثار أسئلة منها: كيف يمكن أن يُغْلق باب الاجتهاد؟.. وهل غلق باب الاجتهاد قصد به غلق باب الاجتهاد الجماعي المنظم أيضاً أم الفردي المتفلت.. كذلك هل الاجتهاد نظرة حرة أم مقيدة.. وهل هو مطلق أم محدود.. وهل هو ناقد أم تبريري.. وهل هو صحيح أم خاطئ؟.. وأخيراً هل غلق باب الاجتهاد هو بقصد الحد من التوسع خوفاً من انحراف التفكير.. أم هو لأسباب سياسية أو اجتماعية؟
5. الطبيعة البشرية خلطة مدهشة يتكون منها الإنسان فكرياً وثقافياً وبيئياً ومجتمعياً واقتصادياً وسمات شخصية وحالة تربوية عاشها.. لذلك فتأويل كل فرد لأي نص هو تأويل فردي شخصي يخصه ذاته لن يتشابه معه في التأويل شخص آخر لأن لكلٍّ سماته وحالاته الخاصة.. ومن الطبيعي أن يفسر كل شخص أي نص وفق ما يراه ويناسبه ويروق له ووفق حدود إمكاناته وإدراكه ومصالحه.. من هنا سمى العلماء المسلمون التأويل والتفسير: اجتهاداً.. فكل فرد له اجتهاده الخاص به.
6. استخدم العرب فعل (قال) للإسناد والاقتباس.. وتقول العامة: (إذا أردت تَكْذِبْ فاسند).