مزارعو جازان يستخدمون أكياس النايلون لحماية الخضير من مهاجمة الطيور ">
جازان - نايف عريشي:
لا شيء يشغل مزارعي جازان هذه الأيام أكثر من الخضير، والتي تتراقص عذوقه في حقول مزارعهم، وتغازله الطيور من كل الجهات. ويستنفر المزارعون كل طاقتهم وعمالتهم لحمايته من مهاجمة الطيور، حيث يستعدون مع بزوغ الشمس فجر كل يوم بمعداتهم البدائية لحمايته على مساحات شاسعة؛ محاولين إنقاذ تلك العذوق المليئة بالخير الوفير من التهام الطيور والنحل.
ويستعد المزارعون قبل بداية الحصاد ببناء عريش مؤقت للعمالة؛ لتبقى فيه طوال الوقت من أجل الحماية ونصد الخضير، ويبقى عمال المزارع مستعدين معهم الميضفة والمفقاع، وهي أدوات بدائية يمنعون بها الطيور من الاقتراب من المحصول. وذلك بوضع الكدر الصغير داخل الميضفة ثم رميه على الطيور، والكدر هو جزء من تراب يابس يتم أخذه من الزبير المحيط بالحقل الزراعي والزبير هو كومة كبيرة جداً من التراب تحيط بكامل المزرعة يستفيد منها صاحب الحقل الزراعي في تحديد مزرعته وصد سيول الأمطار للاستفادة منها في سقاية المزرعة.
ولحماية مزارع الخضير يبتكر المزارعون طرق عدة لتجنب القضاء على كامل المحصول، حيث تربط أكياس نايلون في أعلى العذق لتهرب منها الطيور عند الاقتراب من المحصول، ولكن يسهل على الطيور الهجوم في وسط الحقل الزراعي بعيداً عن أعين الحماه . وفي أوقات الحماية يجد المسنين متعة كبيرة لمطاردة الطيور، حيث ما أن تقترب من مزارعهم إلا وتجد الكثير من المسنين يشرفون مع العمال والحماة ويصدرون أصواتاً لتخويف الطيور يجتمعون برفقة أصدقائهم فجراً ومن العصر وحتى قبيل المغرب.
والخضير هو حب الذرة الرفيعة تكون لون حباته بيضاء مائلة إلى الخضرة، وتكون حباته طرية، ويفضل استخدامه قبل أن يتحول لونها للأحمر، فكلما اشتدت حباته كلما قلت جودتها ومذاقها في أكلة الخضير الشهيرة في المنطقة، لذا يتسابق المزارعون والأهالي لتقديمه على وجباتهم وإهدائه للجيران والأقارب في داخل المنطقة وخارجها منذ وقت مبكر، وقبل أن يتحول إلى حب أحمر أو أبيض. وتتفنن ربات المنزل في تقديم الخضير، إما على شكل أقراص من الخمير، أو مفالت على حيسية أو مرسة. كذلك يفضل البعض إحماء العذق نفسه بعد نصده مباشرة، على النار ويسمى شويط، وبعد أن ينتهي موسم الخضير يتحول إلى حب كما يسميه الكثير من أهالي جازان ويتم وضعه في أكياس، ومن ثم حفظه بشكل جيد قبل بيعه في الأسواق. حيث يصل سعر الكيس الواحد من 300 إلى 400 ريال حسب جودة الحب والكمية المتوفرة بالسوق.