الجزيرة - القسم السياسي:
أكَّد سعادة سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالرياض محمد سعيد الظاهري أن القمة الـ 36 التي يلتقي خلالها قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تشكل لبنة جديدة في صرح البناء والعمل المشترك والتنسيق المتواصل، الذي جسدته المسيرة، استشرافًا لآفاق مستقبل واعد، يستنهض الهمم ويحقق الآمال ويلبي الطموحات.
وأضاف أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ قيامه في الخامس والعشرين من شهر مايو 1981م في أبو ظبي، استطاعت دوله أن تحقق خلال 34 عامًا، العديد من الإنجازات، وفي كافة المجالات لعل أبرزها توحيد المواقف السياسية في المحافل الدولية تجاه القضايا العادلة التي تتبناها دول المجلس. كما أن هنالك إنجازات تحققت على الصعيد الاقتصادي من خلال إقامة مؤسسات مشتركة لإنجاز عدة مشروعات، إلى جانب القرارات التي صبت في اتجاه الاهتمام بمواطني دول المجلس في كافة المجالات. كما خطت دول مجلس التعاون عدة خطوات عززت ورسخت القواعد الأساسية لنجاح أي كيان.
وذكر أن هذه القمة تنعقد في الرياض في ظل تحولات عميقة، وأحداث عاصفة ومفصلية، بدأت ترسم ملامحها على خريطة الإقليم، وتنذر باختلالات وانعكاسات، ستلقي بظلالها من دون شك على الأوضاع الأمنية في المنطقة مستقبلاً، الأمر الذي يتطلب أعمال رؤية مستوعبة لآفاقها، تبني تراكميًا على المنجز التاريخي المشهود به في هذا الجانب، بتشييد مظلة تقي من أي متغيرات قادمة، كما تنعقد والعالم يشهد موجة جديدة من القلق المتواتر، بسبب ما تعيشه بعض وحداته السياسية من أحداث عنف، خارجة عن المألوف، آخذة في التمدد، مما يستلزم إعادة صياغة رؤى على هدى الخصوصية والتاريخ الخليجي، الذي يكشف عن أعلى درجات الانحياز للأمن والسلام العالميين.
وأضاف أن ما أفرزته القمم السابقة من نتائج، تماشت مع أرض الواقع، بكافة معطياته، في استيعابها الشمولي المتعمق للداخل والإقليم والعالم، يجعلني على يقين من أن هذه القمة ستأخذ بعين الاعتبار كل ما يستجد في أفق المشهد من تطورات وتداعيات، لترسي منجزًا آخر يستوعب المتغير، بعين المستقبل.
وعبر سعادة السفير عن يقينه أن قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، يدركون حجم الطموح والمتوقع من هذه القمة، سيعملون- كما في السابق- على تلبيته بقرارات ينتظرها مواطنو المنطقة، تفي بالمتطلبات وتجذر معاني الإخاء ومواقع القوة وتجيرها لصالح الإِنسان، لتنقل العمل الخليجي المشترك نحو امتدادات رحبة من البناء ولأحداث المزيد من التماسك والصلابة، متمنيًا كل التوفيق والنجاح لهذه القمة، ولا يفوتني في ختام هذه الكلمة أن أشيد بالمستوى المتقدم والبارز الذي وصلت إليه العلاقات الخليجية - الخليجية، والثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية الشقيقية من تنسيق في المواقف وتوحيد في الرؤى، بما ينعكس إيجابًا على تعزيز مسيرة العمل الخليجي، انطلاقًا من المسؤولية التاريخية المشتركة.