السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طالعت بعدد الجمعة 22-2-1437 للهجرة ما نشرته الجزيرة الغراء تحت عنوان (جلاجل تقيم ندوة ومعرضا عن المؤرخ بن بشر) بحضور سمو محافظ المجمعة الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل والدكتور فهد السماري المستشار بالديوان الملكي والأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز وثلة من ضيوف جلاجل ورجالاتها.
سعدتُ بحضور هذه الندوة التي أقيمت بقاعة الوجيه الشيخ عبدالعزيز الشويعر والتي جاءت بتنظيم من دارة الملك عبدالعزيز كباكورة لبرنامجها الرائد (من أعلام المملكة العربية السعودية) والذي سيقوم في المرحلة الأولى منه بتكريم ستين علماً من أعلام المملكة، حيث كانت هذه الندوة عن الشيخ المؤرخ عثمان بن بشر -رحمه الله- الذي ولد في جلاجل عام 1210 للهجرة وتوفي فيها عام 1290 للهجرة، والذي لي الشرف بأني أحد ذريته حيث كانت مناسبة وحدثا هاما أبانت لنا عنه رحمه الله هذه الندوة التي أدارها باقتدار الدكتور عبدالله الحيدري والمعرض المصاحب لها أن ابن بشر ليس رجل تاريخ فحسب بل هو عالم شرعي، كما أنه عالم بالفلك وهو متمكن في هذه الفنون، وله تمكن أدبي من خلال مؤلفات تؤكد على تمكنه في المجال الأدبي بصورة كبيرة، وهذا ما بينه الدكتور حمد الدخيّل في ورقته التي ألقاها والتي كانت بعنوان (ابن بشر أديبا)، كما بين لنا الأستاذ علي المهيدب في ورقته التي القاها والتي كانت بعنوان (ابن بشر: نشأته وحياته)، حيث تحدث عن نشأة الشيخ وعن مسيرته العلمية حيث أنه رغم يتمه وهو في السنة الخامسة من عمره إلا أنه تعلم على يد علماء جلاجل القراءة والكتابة وحفظ القرآن عن ظهر قلب، بل خرج من جلاجل في سبيل طلب العلم إلى بلدان كثيرة يطلب العلم على أيدي العلماء الراسخين في العلم ومنهم الشيخ إبراهيم بن الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب بل إنه أدى فريضة الحج وعمره خمسة عشر عاما.
أما عن حياته في جلاجل فقد كان للشيخ دور اجتماعي كبير في مجتمعه الجلاجلي، بل وفي عموم مجتمعه النجدي ويضاف إلى ذلك ما لديه من رعاية وعناية ورؤية شمولية رائعة جدا في وصاياه كالعناية بالمعلم والطالب وخصوصا بأهل القرآن معلمين وطلاب، أما الدكتور دايل الخالدي فقد أفاض في ورقته عن الكتابة التاريخية التي تميز بها ابن بشر وعلى رأسها كتابه الشهير (عنوان المجد في تاريخ نجد).
وقد سرني ما تم في جدول هذه الندوة؛ حيث تمت زيارة بيت الشيخ عثمان بن بشر في جلاجل، وكم أتمنى أن يكون للدارة وللهيئة العامة للسياحة والآثار دور في ترميم بيت الشيخ والبيوتات التي حوله، كما أتمنى من وزارة التعليم تسمية ثانوية جلاجل باسم الشيخ.
وقبل أن أختم أذكر هنا شيئا من مؤلفات الشيخ عثمان بن بشر -رحمه الله - فمنها عنوان المجد في تاريخ نجد و سهيل في ذكر الخيل وكتاب في الفلك بعنوان الإشارة إلى معرفة منازل السبعة السيارة وكتاب أدبي عنوانه مرشد الخصائص ومبدئ النقائص في الثقلاء والحمقى، وغير ذلك وكتاب القرّاء السبعة والفقهاء السبعة والسيارة السبعة والأقاليم وكتاب فهرس ذيل طبقات الحنابلة للحافظ ابن رجب وكتاب بعنوان بغية الحاسب.
سعدنا جميعا في جلاجل أن تكون انطلاقة هذا البرنامج العلمي (من أعلام المملكة العربية السعودية) من جلاجل بهذه الندوة المتميزة عن هذا العلم العالم المؤرخ الأديب عثمان بن عبدالله بن بشر فالشكر من الأعماق لدارة الملك عبدالعزيز على وكل من ساهم في نجاحها ولله الحمد أولاً وأخيراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحمد بن محمد الجردان - جلاجل